أخبار

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟

كيف تشعر بالسلام النفسي؟.. روشتة نبوية وقرآنية تستعيد بها هدوءك

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 10 فبراير 2021 - 11:39 ص

ما أكثر الأمراض النفسية التي يمر بها كل واحد فينا خلال هذا العصر، نتيجة الكثير من التناقضات التي نعيشها والضغوط الاقتصادية التي نحيا فيها، فربما يشعر بعض الناس أن هذه الظروف لم تنشأ إلا في عصرنا هذا الأمر الذي تحولنا به إلى مرضى نفسيين، إلا أن المتابع للتاريخ ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم، قد يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عاش ضغوطا أكثر وأشد قسوة من الضغوط التي نعيشها الآن، فكيف تعامل معها النبي وكيف عالجها، وكيف حافظ على هدوئه النفسي .

خلق الله عز وجل النفس البشرية، فصورها في أجمل صورة، وألهمها الفجور والتقوى، والإنسان هو الذي يختار في أي طريق يسير.

من الارتباك والتردد إلى الاطمئنان والاستقرار 



يقول الله تعالى في كتابه الكريم: « وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا » (الشمس: 7-8).

 ولكن كيف تتحول بهذا الإلهام من الارتباك والتردد والحيرة التي ربما تقود إلى هذا الفجور إلى الاطمئنان والاستقرار الذي يقودك إلى التقوى، ثم إلى السعادة.

فكلنا يبحث عن سعادته وسعادة من حوله بشكل وآخر. هذا يبحث عنها عبر توفير المال وذاك بالمحافظة على صحته وثالث في تحقيق نجاحات معينة، ورابع وعاشر وألف.. الكل له طريقته في تحقيق ما يصبو إليه، وأهمها هي سعادته.

 لكن هل فكر أحدكم كيف يمكن أن تتحقق السعادة والعامل الأهم والأسمى والأكثر تأثيراً غائب عن المعادلة؟ سيقول أحدكم : وما هو هذا العامل؟ هل تتوقع أن أقول لك إنه المال؟ بالطبع لا، هل هي الصحة؟ أيضاً لا، هل في الترقيات والدرجات والنجاحات؟ مكن أن نضيف كل تلك العوامل إلى قائمة لا!! فما هو إذن؟

وتحقيق السلام المجتمعي لا يتم إلا بتحقيق السَّلامُ النفسي الروحي المتمثل في الإيمان بالله ، فالإيمان هو إذعان النفس لليقين والعلم بأنه تعالى على الوجود مسيطرا يرضى بالخير ولا يرضى بالشر، وبهذا الإيمان تقوى العزيمة، وترتفع الهمة، وتتخلص النفس من قيود الأهواء الجامحة والمطامع المسيطرة وآفات التردد والحيرة وبواعث القلق والاضطراب.

 ونظرا لأهمية السلام الروحي كان أهم ما حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليه هو تربية المسلم على سلام النفس وقوة الضمير ونقاء القلب وصفاء السريرة.

واستعاذ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من هذه الأمراض، وكان كثيرًا ما يستعيذ منها.


فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قيمة الأمن والاستقرار الداخلي، الذي به يغنى المرء، وبه تعتدل صحته وبه أيضاً يحقق نجاحات مستمرة وبالتالي ترقيات ودرجات ومكافآت وغيرها.. إنه الأمن الذي بسببه نعيش بسلام، وبالتالي نبدع وننتج ونفكر بشكل إيجابي. هو الذي نسميه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي ولا مشاحة في الاصطلاح.

روشتة سحرية لتحقيق السلام الداخلي


وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم روشتة سحرية لتحقيق السلام الداخلي، وأرسى أول مبادئ هذه الروشتة من خلال كلمات قليلة ولكنها في منتهى البلاغة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم:" ليس القوي بالصرعة ولكن القوي من يملك نفسه عند الغضب".

فكيف يتحكم الإنسان في شهواته وغضبه، وكيف يملك نفسه ويمسك بزمامها، حتى لا ينفك عنه هذه الزمام في أموره كلها".

يقول الشيخ الراحل محمد الغزالي: " السلام هو الذي تَسْلَمُ ذَاتُهُ مِنَ الْعَيْبِ وَصِفَاتُهُ مِنَ النَّقْصِ وَأَفْعَالُهُ مِنَ الشر، حتى إذا كان كذلك لم يَكُن في الوجود سَلاَمَةٌ إِلاَّ وكانت مَعْزُوَّةً إليه صَادِرَةً مِنْهُ .....وكل عبد سَلِمَ مِنَ الغِشِّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَإِرَادَةِ الشَّرِّ قَلْبُهُ، وَسَلِمَ مِنَ الآثَامِ والمَحْظُورَاتِ جَوَارِحُهُ، وسلم من الانْتِكَاسِ والانْعِكَاسِ صِفَاتُهُ، فَهُوَ الذي يَأْتِي اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ... وأعني بالانتكاس في صفاته أن يكون عقلُهُ أسيرَ شهوتِهِ وَغَضَبِهِ إِذِ الْحَقُّ عَكْسُهُ، وهو أن تكون الشهوة والغضب أسير العقل وَطَوْعَهُ فَإِذَا انْعَكَسَ فَقَدِ انْتَكَسَ".

وجميعنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، مع الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، فقال له الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق".

 من يبحث عن العيش الهانئ المسالم والسليم لا يمكن أن يحسد الآخرين على ما أنعم الله عليهم، أو يحقد عليهم لأي سبب كان، أو أن يشغل نفسه بتوافه وسخافات من الأمور كثيرة، ولا يعيش في توتر وقلق وتخوف وخشية من القادم إليه في مسألة الرزق، وفوق كل هذا لا أظن أن الراغب في العيش بسلام، ينقطع عن ربه لا يلجأ إليه إلا في الأزمات والملمات، بل إن السلام كله والأمن والأمان والطمأنينة تجدهم جميعاً في دوام الصلة بالله الذي من أسمائه الحسنى الكريمة السلام، ومنه السلام. تبارك ربنا ذو الجلال والإكرام.

 من يرغب في مثل تلك النوعية من العيش، لكنه يحسد ويحقد ويتوتر ويقلق لأتفه الأمور ويخاف على رزقه من البشر، لا يمكن أن يصل إلى تلك الحياة الهانئة المسالمة السليمة.


الكلمات المفتاحية

روشتة سحرية لتحقيق السلام الداخلي من الارتباك والتردد إلى الاطمئنان والاستقرار وشتة نبوية وقرآنية تستعيد بها هدوءك

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ما أكثر الأمراض النفسية التي يمر بها كل واحد فينا خلال هذا العصر، نتيجة الكثير من التناقضات التي نعيشها والضغوط الاقتصادية التي نحيا فيها، فربما يشعر