أخبار

الهجرة.. لماذا كانت بداية التقويم الهجري؟

كيف تكون صادقًا مع الله ومع النفس ومع الآخرين؟.. تعرف على أهم الوسائل

أهم الأعمال التي ينتفع بها المسلم بعد وفاته

دراسة: الكركم يساعد في التغلب على سرطان الأمعاء

بديل طبيعي لأدوية ضغط الدم.. تعرف عليه

لا تحرم نفسك متعة الرجوع إلى الله بالاستغناء عن هذه الفضيلة

"لا تستقلّ هذا الخُلُق".. بشرى نبوية لمن يتحلى به بالبعد عن النار

جوامع الأدعية النبوية.. داوم عليه تحظى بخيري الدنيا والآخرة

وصية نبوية بدعاء هو خير من الذهب والفضة وأغلى من الدنيا كلها

خُلق يحبه رسول الله وإذا فعلته تكون رفيقه فى الجنة ! .. خُلق من أسهل ما يمكن

ما هي التنمية التي يريدها الإسلام.. تعرف على أهم سماتها

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 17 فبراير 2021 - 06:00 م
لا يمكن لعاقل ان يتصور أن دينًا كالإسلام يرسي قواعده بعيدا عن التنمية وما يصلح الإسلام .. إذ الإسلام يعتبر الأنسان وما يصلحه محور ارتكاز وكانت الكليات الخمس من حفظ النسل والنفس والدين والعرض والمال كلها تصب ناحية الإنسان وحدة بناء الكون.
فالتنمية إذا محطة رئيسية ومحور مهم راعاه الإسلام في آدابه وتشريعاته .. ويبقى السؤال ما هي التنمية التي يريدها الإسلام؟
إن من ينظر للإسلام نظرة متفحصة يدرك أن مفهوم التنمية هنا مضبوط بضوابط أخلاقية تجعل الكون يعمر ويزدهر دون خطر يصيب الكون أو ضرر يلحق بالآخرين فهو إذا تنمية بمفهومها الواسع الشامل لكل ناحي الحياة و يأتي في الوقت نفسه على مصالح الآخرين بل ينفعهم.. 
سمات التنمية في الإسلام:
لا تتوقف عجلة التنمية عن الدوران في فلك النفع العام الذي يجني ثماره الإنسان بمفهومه الواسع بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه ذلك أن الإسلام دين للبشرية يعزز مصلحتها ويرمي ما فيه الخير لها لذا فالتنمية هنا لها سمات كثيرة أبرزها ما يلي:
1.     التطوير والتغيير: فالأمّة مأمورة بالبحث الدائم والمستمر عن التطوير والتغيير الذي يدعو إلى إنجاز المهام والوصول للطموحات، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
2.     الاستمرارية لا الانقطاع: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، ويقول النبي الحبيب صلى الله عليه وسلّم: (إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا).
3.     الشمولية: حيث تدخل التنمية في كل جانب من حياة البشر، ما بين التنمية الإيمانية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية و...... الخ. يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208]. ويقول عزّ وجلّ شأنه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
4.     الوعي بمقصود الشارع من الاستخلاف: ففي ذلك دافع لكل مسلم نحو العمل والعطاء، قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14].
5.     التخطيط والتنظيم والرعاية.
6.     التعاون والتكامل بين أبناء المجتمع والأمة الواحدة: ولذا، فإنّ عملية التنمية لابد أنْ تكون تنمية للأمة الإسلاميّة كلّها، وذلك بتعاونهم فيما بينهم وتكاملهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92].
7.     الاستقلالية والتميّز: فلا بد أن تكون التنمية في حياة المسلمين تنمية مستقلة متميزة، بمعنى ألا تكون تابعة لغيرها، ولا تعني استقلالية التنمية بالضرورة عدم الاستفادة من الآخرين ومن تجاربهم، بل يبقى المجال مفتوحاً للاستفادة من تجارب الآخرين، فليس هناك منافاة بين الاستقـلالية والاستفادة، ولكن المنافاة واقعة بين الاستقلالية والتبعية لكونهما ضـدان لا يجتمعان؛ فإما استقلالية وإما تبعية.
مظاهر التنمية في الإسلام:

أولا: التنمية الإيمانية والروحية
إنّ المسلم مطالَبٌ بتنمية إيمانه وزيادته كل وقت؛ ولذا شرعت الصلوات الخمس والعبادات المتكررة في كل مناسبة، فزيادة الإيمان تدفع في النفس العمل والهمّة والمراقبة وبذل النفس والعطاء المستمرّ،
وقد ورد في القرآن الكريم ما يبيّن زيادة الإيمان، يقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وكذلك يقول ربنا: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124].
وفي الحديث عند البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".
ثانيًا: التنمية العلمية والفكرية
لقد رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء العاملين، فكان أول ما نزل من القرآن الكريم: (اقرأ)، وهي تعني بكل تأكيد: الدعوة إلى التنمية العلمية والفكرية لدى المسلمين جميعًا.
وسيظل يُقرأ في كتاب الله هذه الآيات الكريمات التي تحثّ على العلم وتلقيه، قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
وفي الحديث: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"...
ومن هنا فلا بدّ من العمل على اكتساب المعارف وزيادة الثقافة الشخصيّة.
ثالثا: التنمية الاقتصادية
إن الإسلام يدعو المسلمين دائمًا إلى تنمية اقتصادهم؛ ليعتمدوا على أنفسهم وألا يكونوا تحت ضغط أي دولة أو إنسان صاحب قوة اقتصادية مّا..
إن التنمية الاقتصادية هي إحدى مؤشرات التقدّم لدى الأمم والشعوب.
والتنمية الاقتصادية لدى المسلم قائمة على الأخلاق والقيم، والمصالح العامة لا الخاصة فقط، فمع أن الإسلام يحترم الملكية الفردية كذلك يجب أن يحترم المسلم الملكية العامة، فلا تقوم التنمية الاقتصادية على الاحتكار واستغلال البشر.
وقد حرّم الإسلام الرشوة والغش والربا، وما هي إلا صور للتنمية الاقتصادية غير المشروعة.
رابعًا: التنمية الاجتماعية والإنسانية
الإنسان مدني واجتماعي بطبعه... هكذا قالوا!
والإسلام يدعو المسلم دائمًا إلى زيادة علاقاته ومعارفه بالآخرين، لا سيما الأهل والجيران والأقارب؛ فزيادة العلاقات بصورة صحيحة تزيد المحبة والاستقرار الاجتماعي وتعمل على نشر السلم والأمن المجتمعي.
ولذا وردت التوجيهات القرآنية والنبوية تحضّ على التنمية الاجتماعية والإنسانية وتنمي الشعور الإنساني بهموم الآخرين، ومن ذلك ما يأتي:
      ففي صحيح مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
      ففي مسند أحمد والحديث صحيح عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "المسلم أخو المسلم، لا يَظْلمه ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه كان الله عَزَّ وَجَلَّ فيِ حاجته، ومن فَّرج عِنِ مُسلْم كرْبةً فرَّج الله عز وجل عنه بها كربةً من كُربِ يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".
      وفي الحديث عند ابن ماجة والحديث صحيح من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"..

الكلمات المفتاحية

التنمية الاجتماعية والإنسانية التنمية الاقتصادية التنمية العلمية والفكرية التنمية الإيمانية والروحية مظاهر التنمية في الإسلام: سمات التنمية في الإسلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن لعاقل ان يتصور أن دينًا كالإسلام يرسي قواعده بعيدا عن التنمية وما يصلح الإسلام .. إذ الإسلام يعتبر الأنسان وما يصلحه محور ارتكاز وكانت الكليات