أخبار

اسم الله "العدل".. كيف تقتدي به لتكون عادلاً مع نفسك ومع الناس؟

مزاح زوجي ثقيل ومزاجه كئيب.. ما الحل؟

مطلقة وابني المراهق أتعبني نفسيًا لأنه "بصباص" كما أعمامه.. كيف أتصرف؟

من أسرار حسن الخاتمة.. كيف تسبق إليها؟

الحق ثمنه غال ولا يباع على الأرصفة.. كيف تقتدي بإبراهيم وتكن من أصحابه؟

هل الزواج في شهر شوال مكروه؟

غزوة حنين ..وقعت في شوال فكانت درس عدم الاغترار بالقوة واليقين في نصر الله

لا تكافئ عبادة رمضان بالمعصية في شوال.. كيف تستمر؟

هل يعاقب المسلم على ترك صيام الست البيض من شوال؟

هل هناك تجارة فاشلة مع الله؟!.. توقف عن هذه الأخطاء فورًا في الصلاة قبل أن تحبط عملك!

هل أنا منافق؟.. القرآن يكشف لك خبايا القلوب المريضة

بقلم | أنس محمد | الجمعة 19 فبراير 2021 - 08:37 ص

أكثر ما يخشى الإنسان على نفسه هو إصابة قلبه بالنفاق، أو أن يتهمه أحد بهذا المرض البغيض، أو يفعل الرجل فعلته ولا يدري هل كانت من أجل إرضاء الله ورسوله، أم أنها كانت رياءا وسمعة بين الناس، ففي هذا التوقيت ربما يشعر بعضنا بالفزع، حيث يضل طريقه، ويتوغل الشيطان في نفسه، ليحبط الكثير من سعيه ناحية أي عمله يقوم به، من خلال شغل تفكيره بهاجس النفاق، فتكون النهاية هي امتناعه عن عمل الخير، أو الاتجاه للشر بشكل مباشر بعد يأسه من قبول توبته أو صدقته وربما إيمانه بالكلية.

وقد شرح القرآن المنافقين تشريحا نفسيا، كأروع مايكون من البلاغة والتوغل في نفس وصفة المنافق، وأفعاله، حينما تكلم عنهم ربنا سبحانه وتعالى في سورة كاملة باسمهم هي سورة المنافقين، والتي بدأت بفضحهم في أكثر ما كانوا يظهرون به بين لصحابة، من المتاجرة والمزايدة على النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، وهي السمة الرئيسة في شخصية المنافق، حيث دائماما يكون مزايدا على غيره، وهو ما نعبر عنه بقولنا: " ملكي أكثر من الملك".

فقال الله سبحانه وتعالى فيهم: " إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3)

التشريح الإلهي لشخصية المنافقين


انظر لقول الله تعالى حينما بدأ هذا التشريح النفسي لشخصية المنافقين، ومزايدتهم على رسول الله، وتحذير ربنا عز وجل لنبيه بأنه إذا جاؤوك مزايدين عليك وعلى نبوتك وأعلنوا أمامك الشهادة بنبوتك فأنت لست في حاجة لمزايدتهم ولا لشهادتهم، فالله عز وجل يعلم أنك رسول الله، ولا حاجة لشهادتهم الكاذبة.

فكيف يصدق ربنا سبحانه وتعالى على نبوة نبيه، ثم يطعن في شهادة هؤلاء بنبوته رغم حقيقة النبوة.

فالإجابة تكون قاطعة بأن شهادتهم رغم صدقها، كواقع وحقيقة لا تحتاج لمزايدة المنافقين، إلا أنه ومع ذلك فهم كاذبون لأنهم لا يؤمنون بهذه الحقيقة، ولا تستقر في قلوبهم، ومن ثم فهم كاذبون ويقولون خلاف ما يؤمنون به حقيقة.

وهذه هي شخصية المنافق الحقيقية، من حيث المزايدة، فهو يشهد لك ويشيد بك، وتجده أكثر من يتحدث في صفك، ولكنه يضمر لك الشر، ويطعنك من الخلف.

فالآية تناولت حملة عنيفة على أخلاق المنافقين وأكاذيبهم ودسائسهم ومناوراتهم , وما في نفوسهم من البغض والكيد للمسلمين , ومن اللؤم والجبن وانطماس البصائر والقلوب .

فقد بدأت حركة النفاق بدخول الإسلام المدينة , واستمرت إلى قرب وفاة رسول الله صلى الله عليه سولم، ولم تنقطع في أي وقت حتى الآن، وإن تغيرت مظاهرها ووسائلها بين الحين والحين

وعلة ظهور تلك الحركة في المدينة واضحة , فالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأولون في مكة لم يكونوا من القوة والنفوذ في حالة تستدعي وجود فئة من الناس ترهبهم أو ترجو خيرهم , فتتملقهم وتتزلف إليهم في الظاهر , وتتآمر عليهم وتكيد لهم وتمكر بهم في الخفاء , كما كان شأن المنافقين بوجه عام . ولقد كان أهل مكة وزعماؤها خاصة يناوئون النبي جهارا , ويتناولون من استطاعوا من المسلمين بالأذى الشديد , ويقاومون الدعوة بكل وسيلة دون ما تحرز أو تحفظ ; وكانت القوة لهم حتى اضطر المسلمون إلى الهجرة فرارا بدينهم ودمهم إلى الحبشة أولا , ثم إلى يثرب ; وحتى فتن بعضهم عن دينه بالعنف والإكراه , أو بالإغراء والتهويش ; وحتى تزلزل بعضهم وتبرم ونافق المشركين , وحتى مات بعض من ناله الأذى ممن ثبت على دينه نتيجة للتعذيب .

أما في المدينة فقد كان الأمر مختلفا جدا . فالنبي صلى الله عليه وسلم استطاع قبل أن يهاجر إليها أن يكسب أنصارا أقوياء من الأوس والخزرج ; ولم يهاجر إلا بعد أن استوثق من موقفه , ولم يبق تقريبا بيت عربي فيها لم يدخله الإسلام .

 ففي هذه الحالة لم يكن من الهين أن يقف الذين لم يؤمنوا به - إما عن جهالة وغباء , وإما عن غيظ وحقد وعناد , لأنهم رأوا في قدوم النبي حدا لنفوذهم وسلطانهم - موقف الجحود والعداء العلني للنبي والمسلمين من المهاجرين والأنصار ; وكان للعصبية في الوقت نفسه أثر غير قليل في عدم الوقوف هذا الموقف , لأن سواد الأوس والخزرج أصبحوا أنصار النبي , ومرتبطين به بمواثيق الدفاع والنصر , إلى أن جلهم قد حسن إسلامهم , وغدوا يرون في النبي رسول الله , ولم يكن أمامهم إلا التظاهر بالإسلام , والقيام بأركانه , والتضامن مع قبائلهم . وجعل مكرهم وكيدهم ودسهم ومؤامراتهم بأسلوب المراوغة والخداع والتمويه , وإذا كانوا وقفوا أحيانا مواقف علنية فيها كيد ودس , وعليها طابع من النفاق بارز , فإنما كان هذا منهم في بعض الظروف والأزمات الحادة التي كانت تحدق بالنبي والمسلمين , والتي كانوا يتخذونها حجة لتلك المواقف بداعي المصلحة والمنطق والاحتياط ; ولم يكونوا على كل حال يعترفون بالكفر أو النفاق , غير أن نفاقهم وكفرهم ومواقفهم في الكيد والدس والتآمر لم تكن لتخفى على النبي.

 فهم كانوا يجيئون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان , لا يقصدون بها وجه الحق , إنما يقولونها للتقية , وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين . فهم كاذبون في أنهم جاءوا ليشهدوا هذه الشهادة , فقد جاءوا ليخدعوا المسلمين بها , ويداروا أنفسهم بقولها . ومن ثم يكذبهم الله في شهادتهم بعد التحفظ الذي يثبت حقيقة الرسالة: (والله يعلم إنك لرسوله). . (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).

والتعبير من الدقة والاحتياط بصورة تثير الانتباه . فهو يبادر بتثبيت الرسالة قبل تكذيب مقالة المنافقين . ولولا هذا التحفظ لأوهم ظاهر العبارة تكذيب المنافقين في موضوع شهادتهم وهو الرسالة . وليس هذا هو المقصود . إنما المقصود تكذيب إقرارهم فهم لا يقرون الرسالة حقا ولا يشهدون بها خالصي الضمير !.



"اتخذوا أيمانهم جنة"


توحي بأنهم كانوا يحلفون الأيمان كلما انكشف أمرهم , أو عرف عنهم كيد أو تدبير , أو نقلت عنهم مقالة سوء في المسلمين . كانوا يحلفون ليتقوا ما يترتب على افتضاح أمر من أمورهم , فيجعلون أيمانهم وقاية وجنة يحتمون وراءها , ليواصلوا كيدهم ودسهم وإغواءهم للمخدوعين فيهم .

كيف تنقذ نفسك من خديعتهم؟


يحذر القرآن المؤمن من أن يفتتن بأجسام المنافقين أو حسن لسانهم، فيقول ربنا عز وجل: "(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم . وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة . يحسبون كل صيحة عليهم . هم العدو فاحذرهم . قاتلهم الله ! أنى يؤفكون ?).

فهم أجسام تعجب . لا أناسي تتجاوب ! وما داموا صامتين فهم أجسام معجبة للعيون . . فأما حين ينطقون فهم خواء من كل معنى ومن كل حس (تسمع لقولهم كأنهم خشب). . ولكنها ليست خشبا فحسب . إنما هي (خشب مسندة). . لا حركة لها , ملطوعة بجانب الجدار !.

هذا الجمود الراكد البارد يصورهم من ناحية فقه أرواحهم إن كانت لهم أرواح ! ويقابله من ناحية أخرى حالة من التوجس الدائم والفزع الدائم والاهتزاز الدائم:(يحسبون كل صيحة عليهم). .

فهم يعرفون أنهم منافقون مستورون بستار رقيق من التظاهر والحلف والملق والالتواء .


الكلمات المفتاحية

المنافق القرآن كيف تنقذ نفسك من الخديعة؟ اتخذوا أيمانهم جنة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أكثر ما يخشى الإنسان على نفسه هو إصابة قلبه بالنفاق، أو أن يتهمه أحد بهذا المرض البغيض، أو يفعل الرجل فعلته ولا يدري هل كانت من أجل إرضاء الله ورسوله،