أخبار

دراسة: الشاي يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب

خبير: هذه الوجبة على الإفطار تساعد على العيش لفترة أطول

يحيى عليه السلام.. سماه الله بنفسه واصطفاه ثم يموت ذبيحًا.. فما الحكمة في هذا؟

كتابة الروايات العاطفية والبوليسية محظور شرعًا إلا في حالات معينة تعرف عليها

قبل أن تحترق بنار غدرهم.. كيف تكون حاسمًا مع الناس؟

"وإبراهيم الذي وفى".. ماهي صفات خليل الله التي جعلته يصل للدرجات العلى؟

مع اقتراب شهر رمضان.. حتى لا تتحول العبادة إلى طقوس وعادات سنوية

أين يقع مجمع البحرين الذي التقى فيه موسى الخضر؟ (الشعراوي يجيب)

ما حدود عورة المرأة أمام محارمها؟

طيب لا يقبل إلا طيبًا.. متى يرضى عنك ربك؟

الإيمان بالغيب في معركة القلوب والعقول.. من ينتصر؟

بقلم | عمر نبيل | الخميس 20 فبراير 2025 - 12:14 م


الإيمان بالغيب من الأشياء التي جعل الله عز وجل محلها القلوب فقط، ودائما تنتصر معركة القلوب على معركة العقول، فيما يخص الإيمان بالغيب، فرب شيطان يطرح لك بعض الأسئلة التي يساورها بعض الشك في العقل من حيث الإيمان بالملموس والظاهر أمامك، ولكن علمك بأن عقلك القاصر على أن يصل لهذه الأشياء وفهمها، يزيد من إيمانك بأن ما استقر في قلبك هو حق لا جدال فيه.

لذلك حينما سألوا أبي بكر الصديق فيما نسب إليه: " كيف عرفت ربك؟ فقال لهم: "عرفت ربى بربى ولولا ربى ما عرفت ربى".

وحينما سألوا الأعرابي عن الله قال: " إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير!؟".

التأمل في الكون 


وقد حث الله تعالى الخلق على تدبر هذا الكون، ومعرفة أسراره؛ ليستفيدوا من ذلك الإيمان بخالقهم سبحانه، قال تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذريات:20-21].

 وقال تعالى في معرض الحديث عن الدلائل على وجود الخالق؛ ليقر العباد بطريق الإلزام بربهم سبحانه وتعالى، فيعبدوه وحده لا شريك له: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ" [الطور:35-37].

 فالله عز وجل يقول لهؤلاء المنكرين خالقهم: أنتم -أيها البشر- موجودون، وهذه حقيقة لا تنكرونها، وكذلك السماوات والأرض موجودتان، ولا شك في ذلك، وقد تقرر في العقول أن الموجود، لا بدّ له من سبب لوجوده.

فقد أمر الله عز وجل بتدبر النظر، والاعتبار، والتفكر في هذا الكون الفسيح، والسير في أرجائه؛ لأخذ العبرة منه، قال تعالى: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت:20]".

وقال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" [فصلت:53].

اقرأ أيضا:

كتابة الروايات العاطفية والبوليسية محظور شرعًا إلا في حالات معينة تعرف عليها

 الغيب سر سعادة القلب

ومن العجيب أن ترى أن الإيمان بالغيب هو مبعث الراحة والطمأنينة في القلب، وطريق السعادة، فهل ترى بديلا عن إيمانك بالله في الصبر على الشدائد والابتلاءات إلا بعلمك أن هناك رب كريم سيفرج همك ويفك كربك؟، فالقلب لا يطمئن إلا بالإيمان. والإيمانُ هو التصديق بالغيب، والقناعة بأن العالم المشاهد ليس إلا جزءًا يسيرًا من الموجود، واليقين بأن لهذا الوجود بعالميه: عالم الغيب والشهادة، خالقًا ومدبّرًا، هو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم.

والغيبُ لا يعلمه إلا الله تعالى ومهما بلغت منزلة المخلوق وعظمته وقوتُه، ومهما كان عنده من الوسائل والأساليب والصناعات فإنه لا يستطيع معرفة الغيب؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ ﴾ [النمل: 65]" .


لذلك حينما طالب الكفار من النبي أن يعلمهم الغيب وتعنتوا وعاندوا وقالوا له أن يرقى إلى السماء او أن يأتي بالله، ووصلوا بعنادهم لبعض الأشياء التي تثبت جهلهم وصلفهم، قال تعالى في سورة الإسراء: "وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93)".

وأمره ربه تبارك وتعالى فقال: ﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلَا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [الأنعام: 50].

الغيب لا يعلمه إلا بالله


فالأنبياء والمرسلين ما كانوا يعلمون الغيب، والملائكةُ عليهم السلام مع قربهم من الله تعالى وقيامهم بوظائفهم التي كلفوا بها؛ فإنهم لا يعلمون الغيب أيضًا؛ ولما أخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه جاعل في الأرض خليفة ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، ولما قال لهم سبحانه:﴿ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 31 - 32]،.

والغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وكل ما يحتاج إليه البشر، وما يُصلح أحوالهم من الغيب كشفه الله تعالى لهم، وعلمهم إيَّاه؛ وهو ما أخبرت به الرسل من تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والأمر والتدبير، ولزوم إفراده بالعبادة دون ما سواه، والطريق الموصلة إلى رضوانه، وأنباء المكذبين وما جرى لهم، وأخبار المؤمنين وجزائهم، والإخبار عن البعث والنشور والحساب والجنة والنار. فكل ذلك مما يحتاج المكلفون إلى العلم به؛ حتى يقودهم إلى الإيمان بالله تعالى وإخلاص العبادة له وحده؛ علمهم الله إياه.

قال تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].


والإيمان بالغَيْبِ هو مفتاح الإيمان بالله تعالى وبما أخبرت به الرسل عليهم السلام، وكلما كان الإيمان بالغيب أقوى؛ كان الإيمان بالله تعالى وبما جاء من عنده أقوى وأمكنَ في قلْبِ العَبْدِ.

 وكُلَّما ضعُف الإيمانُ بِالغيب؛ ضعف الإيمان بالله تعالى، والنفسُ البشرية بحكم جهلها وعجزها، تنساق خلف دعوات البحث عن الغيب واكتشافه؛ ولكنها عاجزة عن ذلك، لذلك المؤمن الحقَّ هو من يؤمن بالغيب، ولا يتكلَّف البحث فيه؛ لعلمه أنه من أسرار الله تعالى وأنه لن يدركه ما لم يطلعْه الله على شيء منه، ويجعلُ همّه ومهمته في العمل على تحقيق ما يرضي الله تعالى من الإيمان به، وإقامة دينه، والدعوة إليه.

الكلمات المفتاحية

الغيب لا يعلمه إلا بالله الغيب سر سعادة القلب الإيمان بالغيب

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الإيمان بالغيب من الأشياء التي جعل الله عز وجل محلها القلوب فقط، ودائما تنتصر معركة القلوب على معركة العقول، فيما يخص الإيمان بالغيب، فرب شيطان يطرح ل