أخبار

هل تجوز قراءة القرآن دون مراعاة أحكام المدود؟

ما مدة صلاحية الاحتفاظ بالأطعمة في "الفريزر"؟

دراسة: البروتين النباتي يحمي من أمراض القلب

الرجال والنساء ثلاثة.. هل تعرف هذه الأوصاف؟

نساء خطبهن النبي ولم يتزوج بهن

كيف أداوم على الطاعة.. تعرف على أهم الوسائل

حين تقول يومًا: الحمد لله أنه لم يستجب دعائي

لا تلق بها في النهر.. سلوكيات يبغضها القرآن والسنة؟

دعاء من القرآن فيه سر الاستجابة .. للفتح والتوفيق في مشروعات الحياة

سنة نبوية مهجورة.. من أحياها أجاره الله في مصيبته وأخلفه خيرًا منها

من أخلاق الرسول الإيجابية.. تعرف على أهم صورها

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 14 سبتمبر 2024 - 11:32 ص
ما معنى أن يعيش الإنسان لنفسه لا يهتم بالآخرين يسعى لما فيه الخير له فقط ولا يشغل باله بالمجتمع من حوله.. إن من يفعل هذا هو شخص أناني  قريبا  ينتهي ولا يذكره الناس بالخير.. وهو بخلاف الشخص الإيجابي الذي يسعى لخير نفسه والمجتمع من حوله.
إن الإيجابية بمعناها الواسع لا تعد خرقا ولا انشغلا بالغير لكنها  توزن رائع في العلاقات والسعي الدؤوب لنفع البشرية وعدم الاتكاء على الأسباب الواهية ودفع عجلة التقدم نحو آفاق أوسع وبهذا يصير الشخص الإيجابي محلقا في السماء وإن كان يعيش على الأرض.
معنى الإيجابية:
الإيجابية ليست كلاما بل أفعالا تفعل وأفكار تنفذ وواقع مرئي يلمسه الجميع وهي من أخص صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ابتعثه الله تعال ليتمم مكارم الأخلاق .
فالرسول الكريم لم يقف أبدا عند حدود نفسه لكنه خير ونورا ملأ الكون وأضاء الآفاق فأزهرت منه الأشجار وأنتجت منه الثمار ولقد صلى الله عليه وسلم مثالا عمليا مقداما في الإيجابية يرى ذلك من مواقفه الحياتية .
من إيجابيته صلى الله عليه وسلم:
مرت من إيجابية النبي صلى الله عليه وسلم في الإصلاح بين الناس ورد الحقوق:
لقد كان النبي في حياته كلها إيجابيا ويعلم هذا لأصحابه ومواقفه في هذا أكثر من أن تحصى انظر إليه صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر في الكعبة، وموقف رد حق الأعرابي من أبي جهل!! وتلك صورة بسيطة لإيجابيته عليه الصلاة والسلام- في دفع الضرر عن المجتمع، كما أنها صورة بسيطة لإيجابيته في رد الحقوق إلى المظلومين.
بث الإيجابية في نفوس الأفراد والمجتمع:
من جانبه يوضح د. عادل هندي الأستاذ بجامعة الأزهر ما  كان الرسول المعلِّم  حين يشجع على الإيجابية للأفراد والجماعات؛ كمثل قوله  لابن عمر: (نعم العبد عبد الله لو كان يصلي من الليل) {رواه البخاري، فليس مقياس الخيرية في الناس أن يُقَدِّم الواحد منهم عملاً عظيمًا، ولكن أن يُقَدِّم ما يقدرُ عليه، ومن أحاديث الرسول الدالة على ذلك، ما ورد عن رسول الله «‏مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ»{رواه مسلم}. وعنه: «إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ‏فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ»{مسند الإمام أحمد}، إنها دفعة عجيبة للجدية والإيجابية والاستمرار في العمل والبذل. ومن هنا فإنَّ رسول الله يريد من المسلم أن يكون إيجابيا فَعَّالا في حياته، لا كسولا خاملا، لا طموح ولا هدف له.
ويضيف: كان صلى الله عليه وسلم يستعمل إيجابية كل صحابي فيما يستطيعه في كل الجوانب، ففي الجانب السياسي مثلا:
كان سيدنا سلمان الفارسي وابتكار فكرة الخندق، من خلال خلفيته الحضارية والعسكرية في فارس، وفرح المسلمون بفكرته {الطبقات الكبرى لابن سعد، ج2/63}.
وفي الجانب الاقتصادي: كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف تاجرًا ثريًّا، يبيع ويشتري{رواه البخاري في صحيحه}.
وفي جانب الفكر والتربية: كان سيدنا زيد بن ثابت، وقد قام بتعلم السريانية {رواه البخاري}.
وهذا أصدق معنى يمكن من خلاله توصيل مفهوم الإيجابية من خلال حياة نبينا المصطفى.
ويوضح أن إيجابيته صلى الله عليه وسلم لم تتوقف يوما حتى عند لحظاته الأخيرة× فعند موته كان يوصي قائلاً: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» {رواه ابن ماجة في السنن}، ويقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه : "كان  يقولها حين حضرته الوفاة وهو يغرغر"
فما أعظم اهتمامه بأمته؟!، وأعظِم به من شخصية إيجابية متميزة، فائقة الروعة والجدية والعمل، حتى عند الموت.
ثمرات الإيجابية:
ولإيجابيته صلى الله عليه وسلم ثمرات كثيرة فقد أثمرت- كما يلفت هندي- نماذج لصحابة كرام، قاموا يصدعون بالحق في وجه الدنيا، وينادون بالإسلام بين الناس، وهم كُثُر لا حصْر لهم، وكان من بين هؤلاء:
صديق الأمة (إيجابي من طراز فريد).حنظلة بن عامر الراهب (غسيل الملائكة)، عكاشة بن محصن الأسدي (سبقك بها عكاشة)، بو خيثمة الأنصاري (إيجابي في التوبة والعودة) وهو من معادن الرجال القلائل، الذين يثق فيهم القائد، حين يقول: كن أبا خيثمة. فيكون!!.
كيف نطبق هذه الإيجابية في الحياة؟
أولا: فهم الإسلام فهمًا صحيحًا شاملا:
بأن تكون كل حركة وسكنة في الحياة لله تعالى، من طعام وشراب وملبس وتوجهات وأفكار، وعلاقات ومعاملات، كلها لله؛ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) وقال سبحانه: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
ورسولنا صلى الله عليه وسلم، يجعل التسبيحة صدقة والبسمة صدقة والسرور الذي تدخله على مسلم صدقة وعبادة لله، وغرس بذرة حتى ولو قامت القيامة صدقة، وجماع الرجل لزوجته صدقة وعبادة... هذا هو الفهم الصحيح للإسلام!! وكم كان يزداد عجبي حين أقرأ أن حكيم الأمة وفاروقها عمر بن الخطاب، كان يقول: «إني لأكره نفسي على جماع المرأة؛ عسى الله أن يخرج من صلبي نسمة تعبده وتوحده».
كيف تكون إيجابيا؟
إن الدعوة إلى الله هي مهمة الرسل وأتباعهم، وهي بالنسبة لحياة الناس كالماء للحياة، والشمس لإضاءة الكون؛ من أجل هذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب.
فالدعوة إلى الله تعالى أعظم الأعمال على الأرض، وهي أحد أسباب خيرية هذه الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[آل عمران:110]، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأساسيات في الدعوة والإيجابية، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب: «من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها، قالوا وما شرط الله فيها يا أمير المؤمنين؟ قال: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».
إن الدعوة إلى الله جزء من حياة المسلم اليومية في بيته ومع أسرته وفي عمله وطريقه ومع زملائه وفي جميع أحواله، قال تعالى "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"
 وهذه نماذج ونذكرها ونماذج دعوية لا نذكرها، لكنهم عند الله مذكورين فهو وحده يعلمهم ..
ومن صور الإيجابية في الحياة، الجهاد، والذي يجب أن يُفْهَم بصورته الصحيحة؛ فلا يقتصر الجهاد على ركوب دبابة أو حمل سيف في وجه عدو!
وإلا فأين مجاهدة النفس والهوى والشيطان؟ أين مجاهدتك إيجابيا لنفسك وأنت تشاهد منظرا قبيحا على شاشة التليفزيون؟ أين مجاهدتك وأنت تتسمع لأخبار الناس وتتجسس عليهم؟ أين مجاهدتك الإيجابية وأنت تارك لأبنائك وزوجتك لا يصلون وقد قال الله: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)؟ وأين مجاهدتك في الصدع بكلمة الحق أمام حاكم أو مسئول ظالم ولكن تقولها بحق وحكمة؟ وأين وأين؟.
ويختم بتذكر مواقف  عمار بن ياسر، وسمية ومعاذ ومعوذ، وصلاح الدين الأيوبي، وعمر المختار، وحسن البنا وغيرهم؟ إن الإيجابية تخرج رجلا صلبا مجاهدا لنفسه ولعدوه، ويتحرك بهذا المعنى في الدنيا فلا يهاب أي عدو، بل يفتح صدره للموت في سبيل الله ويسترخص حياته فداء لله وللدين وللوطن.


الكلمات المفتاحية

كيف تكون إيجابيا؟ كيف نطبق هذه الإيجابية في الحياة؟ بث الإيجابية في نفوس الأفراد والمجتمع من إيجابيته صلى الله عليه وسلم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ما معنى أن يعيش الإنسان لنفسه لا يهتم بالآخرين يسعى لما فيه الخير له فقط ولا يشغل باله بالمجتمع من حوله.. إن من يفعل هذا هو شخص أناني قريبا ينتهي ول