ترقّ الافئدة وتحنّ إلى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، بل القلوب المؤمنة تشعر بالأنس والطمأنينة ويحيي الوجدان، والقرب في ذكر سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم.
1-يقول الإمام الأوزاعي: دخلت بنت أسامة بن زيد صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على عمر بن عبد العزيز حين ولايته على المدينة للوليد بن عبد الملك بن مروان أو في خلافته، ومعها مولى لها يمسك بيدها، فقام إليها عمر ومشى إليها حتى جعل يديها بين يديه، ويداه في ثيابه، ومشى بها حتى أجلسها على مجلسه وجلس بين يديها، وما ترك لها حاجة إلا قضاها.
2- لما ضرب الوالي العباسي جعفر بن سليمان الإمام مالك بن أنس بسبب الوشاية: أنه لا يرى الأيمان ببيعتكم شيئا، لأن يمين المكره لا تلزم، فغضب جعفر ودعاه وجرده وضربه ونال منه ما نال، وحمل إلى بيته مغشيا عليه، دخل عليه الناس.
فأفاق فقال: أشهدكم على أني جعلت ضاربي في حل، فسئل بعد ذلك فقال: خفت أن أموت فألقى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأستحي منه أن يدخل بعض آله النار بسببي والله ما ارتفع منها سوط عن جسمي إلا جعلته في حل لقرابته لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
3- وقال العابد أبو بكر بن عياش: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي لبدأت بحاجة علي قبلهما، لقرابته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحب إليّ من أن أقدمه عليهما، ولولا قرباه من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما قدمته عليهما، لأفضليتهما عليه.
4- قيل لابن عباس: ماتت فلانة لبعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- فسجد فقيل له: أتسجد في هذه الساعة؟ فقال: أليس قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأيتم آية فاسجدوا، وأي آية أعظم من ذهاب أزواج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لفوات بركتهن، لأنهن كما قال الله تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن"، وقد اتقين الله تعالى.
5- وروى الإمام مسلم أن أبا بكر وعمر كانا يزوران أم أيمن مولاته- صلى الله عليه وسلم- تبركا بها وتأسيا به- صلى الله عليه وسلم- ويقولان: أنه- عليه الصلاة والسلام- كان يزورها.
اقرأ أيضا:
آخر من يدخل الجنة.. النبي يضحك من حواره مع رب العالمين