معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم تجلت في مواقف عديدة وغير متوقعة منها موقف جمع الهادي البشير مع عدو الله عمر بن هشام "ابا الحكم " وهو رجل قوي غليظ ذو عصبية شديدة ولكن هذه الملكات خارت جميعها وتلاشت أمام منحة ربانية للرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم .
فذات يوم أتي رجل من البادية ووقف في أوساط القريشيين عند الكعبة وقال ياقوم لقد ظلمني ابا الحكم واخذ مالي فمن يأتيني بمالي من أبا الحكم .وخشي سادة مكة كلهم من التدخل أو الوساطة للرجل عند "ابا الحكم لما عرف عنه شدته وغلظته.
الرسول صلي الله عليه وسلم تصادف وجوده داخل الكعبة حيث كان يؤدي الصلاة مع استغاثة الأعرابي وهنا دخل كفار قريش علي خط الأزمة عبر السخرية والاستهزاء بالنبي صلي الله عليه وسلم إذ نادوا علي الأعرابي وأشاروا له علي النبي وقالوا هذا الرجل أفضل من يؤتيك بمالك من ابا الحكم .
الأعرابي استجاب بشكل فوري وذهب للنبي وخاطبه صلي الله عليه وسلم قائلا مشيرا إلي مشركي قريش : هؤلاء قالوا انك تستطيع أن تأتيني بمالي من ابا الحكم ..فقال له النبي نعم أأتيك بمالك منه أن شاء الله فأتبعني ومشي النبي إلي بيت ابا الحكم وانتم تعلمون ماكان يكنه كفار قريش ومنهم "ابا الحكم" من كره وغل للنبي وللمسلمين ..ووصل النبي الي بيت" ابا الحكم" وطرق الباب بشدة والكفار يتابعون المشهد.
الموقف شد انتباه عتاة قريش الذين وقفوا يترقبون رد فعل عمر بن هشام تجاه النبي..وخرج ابا الحكم فقال له النبي أأخذت من هذا الرجل مال؟فقال "ابا الحكم" نعم يا محمد فقال النبي رد للرجل ماله ففزع وأسرع دخل بيته واحضر المال وأعطاه للإعرابي وسط ذهول الكفار وانصرف الأعرابي وانصرف النبي.
وأسرع الكفار لعمر بن هشام يسألونه كيف رضيت بوساطة محمد رددت للأعرابي ماله وقبلها رفضت وساطة الكثير من سادة قريش؟؟فقال لهم واللات والعزى عندما فتحت لمحمد الباب وجدت خلفه فحل ثعبان من نار يفتح فمه ولو لم أرد للرجل ماله لابتلعني بفمه.
لماذا لم يُقتل أبي جهل؟
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إنه مع كل ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء من جانب قريش، سواءً كان معنويًا وماديًا، إلا أنه كان حريصًا على الابتعاد عن العنف.
وأضاف في عاشر حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي"، أن "النبي لم يستغل ما تعرض له من إيذاء في إظهار عقدة الاضطهاد، كما تفعل الآن تيارات دينية، فلم يشك يومًا مما وقع عليه من ظلم، ولم يكن دافعًا له للانتقام من قريش، لم يأمر أحدًا من الصحابة على سبيل المثال بقتل أبوجهل، وهو أعدى أعداء الإسلام، رغم محاولته قتله ذات مرة بالكعبة، لأن منهجه كان رافضًا للعنف، لذا فهو بريء من كل من يستخدم العنف باسم الإسلام".
وأشار إلى أنه "كلما زاد إصرار النبي على الاستمرار في دعوته، كلما توسعت قريش في إلحاق الأذى به، وبينما كان ساجدًا عند الكعبة، وضع بردة عقبة بن أبي معيط على ظهره أحشاء جمل نافق، فما استطاع أن يقوم حتى جاءت ابنته فاطمة، فأزالت الوسخ عن ظهره، وأكمل صلاته وسلم، فلما فرغ وجدها تبكي فقال: لا تبكى يا بنية، فإن الله ناصر أباك".
ولفت إلى أنه مع كل ما تعرض له الصحابة من تنكيل وإيذاء بلغ حد قتل السيدة سمية بطريقة بشعة على يد "أبوجهل"، بعد أن رفضت سب النبي، إلا أن أحدًا من الصحابة لم يرد بقتله، ولم يقم النبي وأصحابه بالتخطيط للانتقام منه بشكل سري داخل "دار الأرقم بن أبى الأرقم"، مفسرًا ذلك بأن "النبي كان صاحب مسئولية كبيرة يخشى من توابع رد فعل عمل كهذا على بلده، إن اندلعت حرب أهلية بين أصحابه وقريش، فضلاً عن كونه نبي السلام".
وروى كيف أن إعرابيًا طلب من النبي أن يستعيد له أموالاً من "أبوجهل" كان قد استولى عليها، فقال له النبي: قم معي، فذهب النبي وطرق باب أبوجهل، وقال له أخذت من الرجل مالاً، قال نعم قال: رد للرجل ماله، فدخل وأحضر النقود، فقالت قريش لأبوجهل: ما رأيناك إلا ذليلاً بين يدي محمد، فقال لهم: والله رأيت وراء محمد فحل أبل لو لم أعط الرجل ماله لأكلني".
وعلق خالد على الأمر، قائلاً: "ظهر فحل الإبل هنا ولم يظهر عندما حاول أبوجهل خنق النبي، لتعلم أن فعل الخير لابد أن يعينك الله عليه، أما في الواقعة الأخرى فلم يظهر لتتعلم الإصرار على الرسالة".
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=CVliOikZKR0&feature=emb_title
عزومة النبي وإعلان الإسلام
يكشف الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد من خلال مقطع فيديو، نشره عبر صفحته الشخصية على موقع "يوتيوب"، عن كيف نجحت خطة النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام بين قريش وإعلان الإسلام.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها