كثير من الناس يتحدث عن وجود ما يسمى بـ«عُمّار البيوت من الجن»، فهل هذا الأمر حقيقي أم أنه مجرد (شعوذة) وخيالات لا أساس لها من الصحة؟.
يقال في الأثر عن يزيد بن جابر : «ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن من المسلمين، إذا وضع غدائهم نزلوا فتغدوا معهم، وإذا وضعوا عشاءهم نزلوا فتعشوا معهم، يدفع الله بهم عنهم».. لكن يؤكد أهل العلم أن الجن لا يظهرون للإنسان فهم فى بعد آخر لا نراهم، فهم الذين يروننا، وذلك بنص القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى، قال فى كتابه الكريم: «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ»، أما مسألة أن يراهم إنسان، فهي أمور يستبعدها أهل العلم تمامًا، وإن تحدث بها البعض.
رد الأزهر
الأزهر الشريف أدلى بدلوه في المسألة، حيث قال في بيان سابق: «إن الجن طائفة من الموجودات الخفية وهي –بطبيعتها- مستورة عن حواسنا؛ فلا نراها ولا نسمعها، ولها شعور وإدراك وتصرفات تخصها، ومعظم أحوال الجن وأفعالهم لا نعرف عنها شيئًا، وينطبق عليه ما ينطبق على الإيمان بالغيبيات.. لكن للجن شعورًا وإرادة، ولهم قدرات خارقة على الأفعال العجيبة والحركات السريعة والأفعال الشاقة، كما ورد في قصص سليمان عليه السلام وقصة ملكة سبأ».
اقرأ أيضا:
3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيءليس هناك حديث ثابت
أهل العلم أيضًا أكدوا أنه ليس هناك حديث ثابت بشأن ما يسمى بـ«عمار البيوت»، لكن تحدثوا بأن القرآن وصف الجن بأن منهم الصالح والفاسد، وفي بعض المواضع أضاف إلى الجن مهمة الوسوسة بالشر وتزيينه للناس، شأنهم في ذلك شأن المنحرفين من بني آدم.
لكن هناك حديث منسوب لأبي هريرة حينما وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاه إبليس على هيئة رجل يسرق، ثم يبكي ليتركه، فيتركه، فيعود، واستمر على هذا الحال لثلاث ليال، فلما أن أراد أن يأسره قال له سأعلمك كلمات ينفعك الله بها، قال أبي هريرة: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: « الله لا إله إلا هو الحي القيوم» (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخلى سبيله، فلما أصبح وروي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: «صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟»... قال: لا، قال: « ذاك شيطان».