الوصول إلى انشراح الصدر، قد يراه البعض صعبًا جدًا، ولا يدرون أنه من أسهل الأمور، لكن البعد عن طريق الله جعل من اليسر صعبًا، وفي ذلك يقول أحد الحكماء: (إن من أكثر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته، الإكثار من ذكر الله عز وجل، فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في انشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه.
قال تعالى يبين ذلك: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، فلذكر الله أثر عظيم في حدوث هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره). ولما لا وبذكر الله تنفرج الكروب ويحصل النصر ويثبت الله القلب في مواطن الفزع، تأكيدًا لقوله تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (الأنفال: 45).
أسباب انشراح الصدر
المسلم، من المفترض أنه يعي جيدًا أهم أسباب انشراح الصدر، وهي الإسلام ذاته، واليقين في الله عز وجل، لاشك هما باب الطمأنينة، قال تعالى: «فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ » (سورة الأنعام: (125)، فإذا دخل الإيمان القلب انشرح تمامًا يقينًا في الله عز وجل، لأنه على قدر الإيمان والطاعة يأتي قدر انشراح الصدر وزوال الهموم والغموم.
أيضًا من أهم أسباب انشراح الصدر، الحرص على متابعة سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لأن ذكره يتضمن كل الراحة والطمأنينة، قال تعالى: « أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ » (سورة الأنعام: 122).
هنا ينشرح صدرك
برغم أنه لا يختلف اثنان على أن انشراح الصدر، يأتي من القرب إلى الله عز وجل، سواء بالصلاة، أو بقيام الليل، أو بقراءة القرآن الكريم، أو حضور جلسة علم، أو الاستماع للقرآن الكريم، لكن من أسهل الأمور التي لا تأخذ وقتًا ولا تحتاج لأي جهد، وتعد أهم أسباب انشراح الصدر، هو ذكر الله عز وجل.
فإذا استسلم العبد للشيطان وسوس له في كل شيء وأوقعه في الشكوك التي يضيق صدره منها، بينما إذا تعمد وتعود على ذكر الله، رفع الله عنه ما يضيق صدره مهما كان، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة».
اقرأ أيضا:
هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلها