جميعنا لاشك ينتظر يوم الإجازة بفارغ الصبر، لكن أيضًا جميعنا ربما يمر هذا اليوم دون الاستفادة القصوى منه على الوجه الأكمل، لماذا؟.. لأن الهدف منها دائمًا ما يكون حول الفسح أو الرحلات أو الأكل أو الشرب، وربما أشياء أخرى لا تليق بنا.
الإسلام بالتأكيد لا يمنع أبدًا الاستمتاع بالإجازة، بل يحبذها، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخرج مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إلى البساتين للفسحة والترويح عن النفس.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في سفر. قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني. فقال: «هذه بتلك السبقة».
ساعة وساعة
يدرك كل الناس أهمية الوقت، بل أن كل المسلمين تقريبًا يحفظون عن ظهر قلب الحديث الشريف: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، ليس هذا بالتأكيد ليس معناه أن يظل الإنسان عمره كله، بين الجد وفقط، عليه أيضًا أن يهون على نفسه أمرًا، فساعة وساعة كما بينها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله ما تقول؟! قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة».
الله معنا
الأمر الهام الذي ينساه كثير من الناس، في يوم الإجازة، أنه علينا أيضًا حتى في يوم الإجازة، أن نتذكر الله، فلا نفوت صلاة على أخرى، ولا ننسى ذكر الله، وياحبذا لو قرأنا بعضًا من القرآن، ولو بضع آيات، سنستمتع بالتأكيد بيومنا، سواء في مصيف أو حديقة، أو سفر ما، ولكن نحن مع الله أينما كنا.. فكيف هو يكون معنا أينما نكون، ونتذكره فقط في وقت الشدة، ولا نتذكره وقت الفسحة؟.. ففي وصية النبي صلى الله عليه وسلم، الجامعة لابن عباس رضي الله عنه وللمسلمين من بعده، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
اقرأ أيضا:
حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟