ما صحة حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان )؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بــ"سؤال وجواب" أن هذا الحديث يُروَى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة ، وربما أخَّره حتى يصوم شعبان)
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " قال: حدثنا أحمد قال : نا علي بن حرب الجنديسابوري قال : نا سليمان بن أبي هوذة قال: نا عمرو بن أبي قيس ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن أبيه عبد الرحمن، عن عائشة قالت : فذكره. ثم قال: "لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به: عمرو".
وهذا إسناد ضعيف بسبب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى – الفقيه المشهور – قال فيه الإمام أحمد: كان سيء الحفظ ، مضطرب الحديث . وقال شعبة : ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبى ليلى . وقال علي بن المديني : كان سيء الحفظ ; واهي الحديث .
لذلك ضعف أهل العلم حديثه هذا .
قال الهيثمي رحمه الله:"فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام "
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :" ابن أبي ليلى ضعيف ، وحديث الباب والذي بعده دال على ضعف ما رواه " انتهى.
" فتح الباري " وقال الشوكاني رحمه الله :" في إسناده ابن أبي ليلى وهو ضعيف " انتهى.
وقد اختلف أهل العلم في الحكمة من صوم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر شعبان على أقوال كثيرة ، منها القول السابق ، ولكن دليله لا يصح ، ولعل أول من نقله ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري ، وذكر أقوالا أخرى نقلها الحافظ ابن حجر رحمه الله وزاد عليها ، ثم قال :" والأَوْلى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى ، أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال : ( قلت : يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )