أخبار

يرفض إعطائي مصروفا شخصيا إلا مقابل العلاقة الشخصية.. فما الحل؟

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

مفاجأة سارة.. علاج للسرطان يتسبب في انكماش الأورام

نهى الله عن الاستغفار للمشركين فلماذا استغفر إبراهيم لأبيه والنبي لعمه؟

سنة مهجورة.. صلاة فردية أعظم أجرًا من الجماعة.. فما هي وأين تقام؟

يا من أسرفت على نفسك.. لا تضع جبالاً من التريرات لعدم التوبة

أصلح ظاهرك وباطنك بهذه الطريقة

هكذا يقذف الله محبة المؤمنين في قلوب بعضهم البعض دون مصلحة أو منفعة (الشعراوي)

تفسيرات شيطانية وتربص بدون داع.. لا تكن من أصحاب القلوب السوداء

أسرع طريقة ليزيد الله من أموالك وتصبح من الأثرياء.. مع الفوز برضا الله عنك

هل يجوز أن أنصح أحدًا بشيء أنا مقصر فيه؟.. أمين الفتوى يجيب

بقلم | مصطفى محمد | الثلاثاء 23 مارس 2021 - 02:04 ص
هل يجوز أن أنصح أحدًا بشيء أنا مقصر فيه؟ هكذا سئل الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إحدى حلقات برنامج "من القلب للقلب" المذاع على فضائية on، مبينًا حكم الشرع في ذلك، وهل يأثم من ينصح بشيء لا يفعله؟
يذكر ممدوح في البداية قوله تعالى: {وما أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ْ}، وقوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} موضحًا أن في هذا الاستفهام توبيخ، وقد فسر العلماء معنى الآية بأن المنهي عنه فيها ليس أمر الناس بالبر ولكن نسيان النفس، فالله يقول لهم كيف تأمرون الناس بالمعروف وانتم لا تفعلوه، وأكد ممدوح أن الله سبحانه وتعالى لم ينهاهم ان يامروا بالمعروف، بل يأمروا ويفعلوا كذلك.
وقال ممدوح إن الأمر بالمعروف ليس كما تفعله الجماعات الإسلامية المتطرفة، مؤكدًا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلوب مطلقًا سواء كان يفعله الإنسان أو لا، وذكر ممدوح قول الغزالي "يجب على شربة الخمر في مجالسهم ان ينكر بعضهم على بعض"، وكلاهما يفعل الخطأ، "كده عمل معصية الشرب لكن عمل فضيلة الأمر بالمعروف".
يقول ممدوح أن هذا الأمر ليس كوميديًا، مضيفا أنه رأى في حياته بعض الناس المبتلين بالمعاصي وفي قلوبهم الحزن مما يفعلوه ويتمنون ان يتوب الله عليهم، وكثير من مجالسهم وهم يرتكبوا هذه المنكرات يتناصحوا فيما بينهم حتى هداهم الله وتاب عليهم، "رؤية المنكر وعدم انكاره حرام وشرب الخمر والمخدرات حرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرام، فإذا تركته تبقى عملت حرامين".

هل هناك صلاة تسمى صلاة التوبة؟

وأجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني مشددة على مشروعية صلاة التوبة، وأنها مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة.
واستشهدت بالحديث الذي رواه أبو بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»، ثم قرأ هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 135] أخرجه الترمذي في "سننه".
وقالت: "فهذا الحديث يدل على مشروعية صلاة التوبة، وهي مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة، فيستحب للمسلم إن وقع في المعصية أن يتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين يجتهد فيهما بأن يستحضر قلبه ويخشع لله تعالى، ثم يستغفر الله، فيغفر الله تعالى له، وعليه كذلك أن يحقق شروط التوبة بأن يندم على المعصية ويعزم على عدم العودة إليها، وإن كانت تتعلق بحق آدمي رده إليه".


شروط التوبة 

يقول العلامة الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي، إن الله سبحانه حين قدَّر أمر التوبة على خلقه رحم الخلق جميعاً بتقنين هذه التوبة، وإلا لغرق العالم في شرور لا نهاية لها، بداية من أول واحد انحرف مرة واحدة فيأخذ الانحراف عملاً له، والمهم في التائب أن يكون قد عمل السوء بجهالة، ثم تاب من قريب. والرسول صلى الله عليه وسلم حين حدد معنى " من قريب " قال: (إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر).
والحوار الذي دار بين الحق وبين إبليس: { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [الحجر: 39-40].
إن إبليس قال ذلك وظن أنه سيهلك البشر جميعا ويوقعهم في المعصية إلا عباد الله الذين اصطفاهم وأخلصهم له، لكن الله - سبحانه - خيَّب ظنه وشرع قبول توبة العبد ما لم يغرغر، لم يصل إلى مرحلة خروج الروح من الجسد. فإذا ما قدم العبد التوبة لحظة الغرغرة فماذا يستفيد المجتمع؟ لن يستفيد المجتمع شيئاً من مثل هذه التوبة؛ لأنه تاب وقت ألاّ شر له؛ لذلك فعلى العبد أن يتوب قبل ذلك حتى يرحم المجتمع من شرور المعاصي. { إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ } هل يتوب أولا، ثم يتوب الله عليه؟
أنه سبحانه يقول: { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [التوبة: 118].
هنا وقف العلماء وحق لهم أن يتساءلوا: هل يتوب العبد أولاً وبعد ذلك يقبل الله التوبة؟ أم أن الله يتوب على العبد أولاً ثم يتوب العبد؟ صريح الآية هو: { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ } ونقول: وهل يتوب واحد ارتجالاً منه، أو أن الله شرع التوبة للعباد؟ لقد شرع الله التوبة فتاب العبد، فقبل الله التوبة.
نحن إذن أمام ثلاثة أمور: هي أن الله شرع التوبة للعباد ولم يرتجل أحد توبته ويفرضها على الله، أي أن أحداً لم يبتكر التوبة، ولكن الذي خلقنا جميعاً قدَّر أن الواحد قد يضعف أمام بعض الشهوات فوضع تشريع التوبة. وهو المقصود بقوله { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } أي شرع لهم التوبة وبعد ذلك يتوب العبد إلى الله " ليتوبوا " وبعد ذلك يكون القبول من الله وهو القائل: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } [غافر: 3].
تأمل كلمة { إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ } تجدها في منتهي العطاء، فإذا كان الواحد فقيراً ومديناً وأحال دائنه إلى غني من العباد فإنّ الدائن يفرح؛ لأن الغنيّ سيقوم بسداد الدين وأدائه إلى الدائن، فما بالنا بالتوبة التي أحالها الله على ذاته بكل كماله وجماله، إنه قد أحال التوبة على نفسه لا على خلقه، وهو سبحانه أوجب التوبة على نفسه ولا يملك واحد أن يرجع فيها، ثم قال: { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } أي أن العبد يرجو التوبة من الله، وحين قال: { فَأُوْلَـٰئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } أي أن سبحانه قابل للتوب وغافر للذنب وحين يقول سبحانه: { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } فنحن نعلم أن كل تقنين لأي شيء يتطلب علماً واسعاً بما يمكن أن يكون وينشأ. والذين يتخبطون في تقنينات البشر، لماذا يقنون اليوم ثم يعدلون عن التقنين غداً؟ لأنهم ساعة قننوا غاب عنهم شيء من الممكن أن يحدث، فلما حدث ما لم يكن في بالهم استدركوا على تقنينهم.

اقرأ أيضا:

يرفض إعطائي مصروفا شخصيا إلا مقابل العلاقة الشخصية.. فما الحل؟

الكلمات المفتاحية

فتاوى فتوى أحكام وعبادات النصيحة التوبة الإسلام المسلمين شروط التوبة بناء إنسان تنمية بشرية تطوير الذات تربية الأبناء

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled هل يجوز أن أنصح أحدًا بشيء أنا مقصر فيه؟ هكذا سئل الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إحدى حلقات برنامج "من القلب للقلب" المذاع