رأيت في منامي أن أمي مريضة مرضا شديدا، وأنا بجانبها، وهي قد توفيت. وللعلم هي كانت تعاني من مرض مزمن منذ 21 سنة، وهي مريضة وصابرة ومحتسبة أجرها كل هذه السنين. لماذا رأيت في المنام أنها مريضة مرضا شديدا ومتعبة؟
أيضا عليها صيام من رمضان بسبب المرض. هل هذا التعب بسبب أننا لم نقم بالصيام عنها أم ماذا؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: لا علم لنا بتعبير الرؤى، وينبغي لكم أن تكثروا من الدعاء لأمكم بالرحمة، وتجتهدوا في الاستغفار لها، وأما ما عليها من صوم: فإن كانت أفطرت لمرض لا يرجى برؤه، أو أفطرت لمرض يرجى برؤه، وفرطت في القضاء حتى ماتت.
فالواجب إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، والإطعام يجب في تركتها، فيخرج ما يطعم به عنها قبل قسمة التركة؛ لأن دين الله تعالى أحق أن يقضى. ويجوز لكم -على القول الصحيح- أن تصوموا عنها، وأما إن كانت أفطرت لمرض يرجى برؤه. فإن كانت تمكنت من القضاء، فالواجب الإطعام عنها كذلك، وإن كان المرض قد اتصل بالموت فلا شيء عليها.
قال في عون المعبود: واتفق أهل العلم على أنه إذا أفطر في المرض والسفر، ثم لم يفرط في القضاء حتى مات، فإنه لا شيء عليه، ولا يجب الإطعام عنه، غير قتادة فإنه قال: يطعم عنه. وحُكي ذلك أيضا عن طاووس.
فإن تيقنتم أنه كان يلزمها صوم لم تقضه، فالواجب عليكم أن تطعموا عنها عن كل يوم تركت قضاءه مسكينا. ولو صمتم عنها، جاز؛ لحديث عائشة في الصحيح: من مات وعليه صوم، صام عنه وليه.
ويجب كذلك إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه، إلا إن كانت جاهلة بحرمة التأخير، فلا يلزم الإطعام عنها،وإخراج مدين أحدهما عن التأخير، والآخر عن القضاء هو الأحوط، وهو واجب على الأصح عند الشافعية.
قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: (وَ) الْأَصَحُّ (أَنَّهُ لَوْ أَخَّرَ الْقَضَاءَ) أَيْ قَضَاءَ رَمَضَانَ (مَعَ إمْكَانِهِ) وَقُلْنَا بِالْجَدِيدِ السَّابِقِ حَتَّى بِلَا رَمَضَانَ آخَرَ (فَمَاتَ، أُخْرِجَ مِنْ تَرِكَتِهِ، لِكُلِّ يَوْمٍ مُدَّانِ: مُدٌّ لِلْفَوَاتِ) لِلصَّوْمِ (وَمُدٌّ لِلتَّأْخِيرِ) لِلْقَضَاءِ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مُوجِبٌ عِنْدَ الِانْفِرَادِ، فَكَذَلِكَ عِنْدَ الِاجْتِمَاعِ، وَالثَّانِي: يَكْفِي مُدٌّ وَاحِدٌ؛ لِأَنَّ الصَّوْمَ قَدْ فَاتَ، وَالْفَوَاتُ يَقْتَضِي مُدًّا وَاحِدًا كَالشَّيْخِ الْهَرِمِ إذَا لَمْ يَجِدْ بَدَلَ الصَّوْمِ أَعْوَامًا، فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ الْجَزْمُ بِأَنَّهُ لَا يَتَكَرَّرُ. انتهى.
والواجب في الإطعام هو مد من طعام عند المالكية والشافعية، ومقداره 750 جراما تقريبا، ولو جعلتم قدر الإطعام نصف صاع أي كيلو ونصف، لكان أحسن، خروجا من الخلاف، وإن شككتم في مقدار ما يلزمها من الأيام، فلا يلزمكم إلا ما تتيقنونه؛ لأن الأصل براءة الذمة مما زاد.
اقرأ أيضا:
يرفض إعطائي مصروفا شخصيا إلا مقابل العلاقة الشخصية.. فما الحل؟اقرأ أيضا:
هل تجب البسملة عند قراءة القرآن وفي الصلاة؟