هل يتوفانا الله ثانية بعد سؤال الملكين، أم توجد حياة حتى يوم القيامة؟ وإذا توفانا الله ثانية، فهل نشعر بما يجرى حولنا أم لا؟ وإذا كانت هناك حياة في القبر حتى يوم القيامة، فما طبيعتها؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: الموت هو مفارقة الروح للجسد، فإذا فارقت الروح الجسد، فقد مات الشخص، ولا يموت بعدها ثانيًا، ولكن تتصل الروح بالجسد في البرزخ اتصالًا لا يعلم كيفيته إلا الله تعالى؛ ومن ثم، يقع سؤال القبر، وفتنة القبر، ويحيا الشخص في قبره الحياة البرزخية إما منعمًا، وإما معذبًا، على الكيفية التي لا يعلمها إلا الله، وليس ذلك حياة حقيقية كاتصال الروح بالبدن في دار الدنيا.
إن أمر البرزخ من الغيب الذي لا نعلم منه إلا ما بلغنا عن طريق الوحي.
وحسب المسلم التصديق بالنصوص الثابتة في هذا الباب، وأن يرد العلم إلى الله سبحانه وتعالى فيما وراء ذلك، وألا يشتغل بالبحث عن التفاصيل التي لم تصرح بها النصوص؛ فهذا من التكلف المذموم، ولا تترتب عليه فائدة عملية للمسلم في دينه، أو ديناه.
فقولك: (1. الموتى هل لهم حياة مثل حياتنا بكوكب آخر؟)
فإن الأموات لهم حياة برزخية تختلف اختلافًا كليًّا عن حياة الدنيا، وأجساد الأموات تحت الأرض، كما لا يشك فيه عاقل، وليست في كوكب من الكواكب، قال ابن القيم: الروح هل تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا؟
فقد كفانا رسول الله أمر هذه المسألة، وأغنانا عن أقوال الناس، حيث صرح بإعادة الروح إليه، فقال في حديث البراء بن عازب: فتعاد روحه في جسده.
وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف... وسر ذلك أن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام:
أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينًا.
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض.
الثالث: تعلقها به في حال النوم، فلها به تعلق من وجه، ومفارقة من وجه.
الرابع: تعلقها به في البرزخ؛ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه، فإنها لم تفارقه فراقًا كليًّا بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة.
وقد ذكرنا في أول الجواب من الأحاديث والآثار ما يدل على ردها إليه وقت سلام المسلم. وهذا الرد إعادة خاصة، لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة.
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد، وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن، ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه؛ إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتًا ولا نومًا ولا فسادًا. اهـ. باختصار من الروح.
فإن الوارد هو أن الميت يعلم من يزوره إذا كان يعرفه في الدنيا، ويستأنس بأحبابه إذا زاروه، ويعلم أخبار أهله من خلال سؤال من لحق به من الموتى، فيقول: ما فعل فلان وفلانة؟ ونحو ذلك.
وأوضح مركز الفتوى أن الميت في قبره قد يناله شيء من الآلام النفسية، قال ابن القيم: عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله، ومنه قوله: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، أي: يتألم بذلك، ويتوجع منه، لا أنه يعاقب بذنب الحي، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
وهذا كقول النبي: السفر قطعة من العذاب، فالعذاب أعم من العقوبة. ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم به، فيشرع للمصلى عليه أن يسأل الله تعالى له أن يقيه ذلك العذاب.
اقرأ أيضا:
يرفض إعطائي مصروفا شخصيا إلا مقابل العلاقة الشخصية.. فما الحل؟اقرأ أيضا:
هل تجب البسملة عند قراءة القرآن وفي الصلاة؟