أنا فتاة أبلغ من العمر الآن 20 عامًا، لكن رغم مرور سنوات على واقعة مؤلمة تعرضت لها إلا أنني لم أنس قط، وهي أن أختي الكبرى تحرشت بي وأنا في صغري، واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن، كنت حينها لا أستطيع أن أنبس بكلمة واحدة لماما وبابا، لكن رغم أنها انتهت مما كانت تفعل، إلا أنني مازالت تراودني بعض التوتر والقلق، وحين أراها أتذكر كل شيء كأنه فيلم سينمائي أمام عيني.. كيف أنسى وكيف أتخطى هذه المرحلة، خصوصًا أني اقترب من الزواج، وأخشى أن يؤثر هذا الأمر على حياتي المقبلة؟..
ملحوظة: أود أن أخبركم بأني تعرضت لنوبات من الكوابيس والإغماءات والتبول اللا إرادي، وأشياء كثيرة اختفت مع الزمن، لكنها ما زال لها توابعها النفسية عليّ حتى يومنا هذا.
الجواب:
التعافي من التحرش
لاشك أن التعافي من التحرش إنما يأخذ وقتًا كبيرًا، خصوصًا إذا وقع في سن مبكرة، فما بالنا إذا كان في سن مبكرة ومن أقرب الناس؟!.. لكن التعافي منه ليس بالأمر الجلل أو المستحيل، فقط علينا ألا نتوقف أمامه قليلا، ويبدو من صاحبة الرسالة أنا مازالت تشغل بالها بالواقعة كثيرًا، وتحزن وتتألم، وتعيد سيناريو الواقعة أمام مخيلتها مجددًا.. لكن إن هي قاومت ذلك ستكون بداية النسيان والتعافي لاشك.
أيضًا في اللجوء إلى الله عز وجل الطمأنينة الكاملة، فهكذا حال المؤمنين، يقول عز وجل: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، إذن عليكِ عزيزتي الفتاة أن تذهبي إلى رب الناس في جوف الليل والناس نيام، ابكي بين يديه، وترجيه بأن ينسيكي ما فات.. كما عليكي أن تلجأي إلى القرآن الكريم، وكلما راودتك أحلامك عن الماضي المؤلم رددي بعضًا من آيات القرآن الكريم، ستكون عاملا مساعدًا لاشك في خلاصك من هذا الكابوس المؤلم.
أيضًا من الأمور التي ينصح بها علماء النفس للخروج من هذه الأزمة، هي الفضفضة بما جرى قديمًا، وبما أنكِ راسلتينا فهي بداية طيبة ستساعدك لاشك على مواجهة كوابيسك المتكررة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟تفكك الأسرة
عليكِ أيضًا أن تعلمي أن أكبر ما تواجهينه هو مخاوفك من تدمير الأسرة إذا علم أحدهم بما حدث في السابق، لذا الحل في الخلاص من التفكير المستمر في المسألة برمتها، كما قلنا آنفًا باللجوء إلى الله عز وجل، وقرآنه الكريم، وأن تقوي نفسك بنفسك لمواجهة آثار ما حدث، عليكِ الاستقرار النفسي قبل الزواج لأنك مقبلة على حياة يملؤها المسئولية، خصوصًا بعد أن تصبحين أمًا.
أيضًا من بين ما ينصح به علماء النفس، عدم الانطوائية، والتخلي عن العزلة تمامًا، والذوبان وسط الناس، بين مرح وسعادة، ومعاملات طيبة، فضلا عن الاهتمام بعملك أو بدراستك، فلا تضيعي وقتًا في التفكير فيما مضى، ولا يكون لديكي أي وقت فراغ ولو ثواني يجعلك تتذكرين الماضي الأليم.. املأي حياتك بالعمل والنجاح والنشاط.. وداومي على الأذكار فإن الله لن يضيعك أبدًا.