هل يقيم الغلام صلاة الليل؟
هل يجوز أن نطلب من الغلام الذي لم يبلغ بعد، قيام الليل؟
من شرط الوجوب التكليف، أن يبلغ الحلم الولد والبنت، لكن يشرع له إذا بلغ سبعًا أن يؤمر بالصلاة، ويؤمر بالصوم إذا أطاق ذلك يأمره وليه بالصلاة والصوم، وهكذا ابن عشر وما فوقه حتى يبلغ، حتى يعتاد الصلاة و الصوم، وإذا بلغ الفتى عشرًا والمرأة عشرًا فللولي أن يضربهما إذا تخلفا عن الصلاة والصوم، لأن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر»، والأولاد يشمل الذكر والأنثى، ليس هذا فحسب وإنما يجب التفرقة بينهما في المضاجع إذا وصلا إلى هذا السن، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «وفرقوا بينهم في المضاجع».
فرض الصلاة
الولد في سن مبكرة -قبل التكليف- يجوز له الصلاة بلاشك، وليست الفرائض فقط، وإنما أيضًا السنن المؤكدة، ومنها لاشك قيام الليل، فعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه قال: (بت عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما أمسى فقال: أصلى الغلام؟ قالوا: نعم، فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله، قام فتوضأ ثم صلى سبعاً أو خمساً أوتر بهن لم يسلم إلا في آخرهن)، إذن صلاة الغلام والفتيان ومنها قيام الليل جائزة، طالما كان يستطيع ذلك، والهدف من ذلك هو الاعتياد عليها، والإقدام عليها في كل الأوقات، حتى إذا ما بلغ التكليف، كان جاهزًا لها أيما تجهيز، ولم يتأخر عنها يومًا، فهكذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يعلم ويربي الجيل الجديد.. لذلك عرف عن ابن عباس بعد ذلك أنه من علماء الأمة بل لقب بأنه حبر الأمة جميعها.. وما علينا إلا أن نعلم أولادنا منذ نعومة أظفارهم الصلاة والصوم وكل العبادات ليعتادوا عليها.إمامة الصبي
لكن هل يتطور الأمر إلى أن يجوز أن يؤم الصبي الناس في الصلاة؟، فالصحيح من أقوال أهل العلم صحة إمامة الصبي للبالغين -رجالاً كانوا أو نساء- ولا إعادة عليهم، بشرط أن يكون ممن يحسن الصلاة، لكن الإمام أبي حنيفة يقول إنه لا يجوز أن يكون إماماً في الصلاة المكتوبة، ويجوز في النفل، واستند أبي حنيفة في فتواه على حديث الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق».
