أنا سيدة متزوجة منذ سنوات طوال، وفي بداية حياتنا خنت زوجي، إلا أني لم استمر في الأمر، ورجعت إلى ربي تائبة، أسأله أن يغفر لي ذنبي، إلا أنني الآن، ورغم مرور سنوات طوال مازال ضميري يؤلمني.. هل أكشف الأمر لزوجي، وحينها ستهدم كل حياتي فوق رأسي ورأس أولادي وهم الآن كبار، أم كيف أكفر عن ذنبي.. وهل بالفعل من الممكن أن يكون تاب الله عليّ.. كيف أعلم ذلك وما الحل.. أفيدوني؟
كثيرة هي الذنوب في حياة الناس لاشك، فمن منا ليس له ذنب؟.. بالتأكيد لا يوجد، لكن المهم أن الإنسان لا يصر على ما فعل من ذنب، ويقدم على التوبة نادمًا، راغبًا في حياة جديدة.. فنعم أنت أخطأت لكن الله سترك، فإياك أن تفضحي نفسك، لكن أعيني على نفسك بالتوبة الصالحة وبالدعاء في دبر كل صلاة، فإن الله يقبل التوبة عن أي ذنب مهما كان إلا أن يشرك به.
من تاب وأصلح
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، هكذا لخص رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، الأمر، لأنه ببساطة من المستحيل أن يكون هناك منا من لم يخطئ، لكن على المخطئ أن يتعجل في التوبة إلى الله، وطلب المغفرة، وأن يكثر من الاستغفار، وقيام الليل، فالله يطلع على القلوب ويعلم مدى الندم، ومن يتوب بإذن الله على من يشاء.. إذن من ارتكب ذنباً من الذنوب ثم تاب وأصلح وحسنت توبته، فإن الله سبحانه بفضله ورحمته يتجاوز عنه، قال سبحانه: «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً» (النساء:17)، وهو الذي قال أيضًا: « وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (الأنعام:54).
اقرأ أيضا:
هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟الصدق في التوبة
الأساس في أي توبة هو الصدق فيها، فمادام الإنسان صادقًا في توبته، واستمراره في الاستغفار، والثبات على قيام الليل، طمعًا في أن يغفر الله له، فإن الله لا يمكن أن يغلق في وجهه باب التوبة، قال سبحانه: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» (هود:114)، إذن الإكثار من أعمال الخير وخصوصًا الصلاة وفي القلب منها قيام الليل، لاشك تزيل أي سيئات مهما كانت، فعلى كل من أذنب ذنبًا أن يقدم على ربه تائبًا، فباب التوبة لا يمكن إغلاقه إلا أن يغرغر العبد.. ومادام مازال في قلبك نبض وفي عمرك بقية لا تيأس من روح الله وفضله ومغفرته.