يأتينا شهر رمضان من كل عام، حاملا معه كل الخير، ورغم أنه أيامه ولياليه قليلة، إلا أن كثير منا لا ينهل من هذا الخير الوفير، نتيجة انشغاله بأمور أخرى، أقل أهمية بالتأكيد من فضل هذا الشهر العظيم، فتمر عليه الأيام مسرعة جدًا، لا يشعر بها، ولا يكتنز منها كما كان يكتنز منها من سبقونا.. فكيف بنا ننهل من هذه البركات والخيرات التي لا تحصى دون أن نندم على فوات رمضان بعد انتهائه؟..
رمضان هو شهر القيام لاشك، ولكي تحافظ على هذا القيام رغم كل ما يحيطك من أشغال وأعمال، عليك أن تبدأ من قبل حلول الشهر بأيام، وتحسب حساباتك جيدًا، وتضع جدولا ينظم لك أمور حياتك طوال الشهر الكريم، بحيث تحافظ على عملك وفي ذات الوقت لا يضيع منك الشهر الكريم دون أن تنهل من خيراته.
جدول رمضان
ابدأ يومك باكرًا، لا تكن ممن يسهر طوال الليل وينام طوال النهار، فالصيام ليس هكذا، وإنما الأجر على قدر المشقة والتحمل، فكن من الذين يصبرون ويتحملون، حتى تنال النصيب الأكبر من الفضل.. وبعد أن تصلي الفجر وتردد بعض التسابيح الصباحية، حاول أن تنجز عملك أولا، وإياك أن تفوت أي صلاة في وقتها وفي المسجد.. وخلاف هذه الأوقات استغل الأكثر الأوقات في قراءة القرآن، ولهذا الأمر ضع ورد معين تقرأه يوميًا، بحيث ينتهي رمضان وتكون ختمت القرآن أكثر من مرة.. أما وإن يأتي الليل فتفرغ تمامًا إلى صلاة القيام، وإياك أن يشغلك عنها أي شيء مهما كان.. اختر المسجد الذي يطيل في القراءات واجعل وقتك كله لله وفقط.. وبعد الانتهاء من صلاة التراويح اجعل بعض الوقت لأهل بيتك، ثم أقاربك، فصلة الرحم في رمضان من أجل وأقرب الأعمال إلى الله عز وجل.
اقرأ أيضا:
عقوق الأبناء.. قبل أن يتحول إلى عادة مدمرة!البر والهجر
ليكن يومك في رمضان، بين بر الوالدين، والمعاملة الحسنة لكل الناس، والهجر المتعمد لكل أنواع المعاصي مهما كانت في نظرك أو نظر الناس بسيطة.. أيضًا حاول السير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فإنه كان إذا دخل رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.. ومنذ الليلة الأولى ترقب ليلة القدر، فمن الصعب أن تهتم برمضان من أول ليلة، ولا يكتبك الله عز وجل من الناجين فيها.. ثم ما أن يأتي العشر الأواخر إلا وتطيل من التهجد سواء في المسجد أو في المنزل، وإن كان باستطاعتك حاول أن تستغل الأيام الأخيرة في الاعتكاف فإنها سنة عن نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم، لا يعرف قدرها إلا من أداها.. حتى يأتيك العيد وأنت سعيد بهذا القرب وبما حققته فيضع الله لك القبول في الأرض وفي السماء.
