في ظل استمرار فيروس كورونا في حصد مئات الآلاف من الأرواح في جميع أنحاء العالم يبرز خلال هذه الأيام وفي شهر رمضان تساؤلات عن تأثير الصيام علي مناعة الإنسان الذي يعد تعزيزها خلال هذه الفترة السبيل الوحيد للوقاية من الإصابة بالجائحة القاتلة في ظل الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة .
وهناك من يتخوف في هذا السياق من تأثير سلبي للصيام علي الجهاز المناعي للجسم ولكن الدراسات الطبية الحديثة نفت هذا الطرح بل أكد أن للصيام تداعيات إيجابية للصيام علي الوضع الصحي بشكل عام حيث يساعد الصيام في التحكم بضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول، والسكر في الدم، والسمنة، والالتهابات، وزيادة التمثيل الغذائي.
بل أن هذه الدراسات أوضحت كذلك أن الصيام مفيد أيضا للصحة العقلية، عن طريق الحد من الاكتئاب والقلق وخطر الإصابة بالخرف.
وتجمع العشرات من الدراسات أن الصيام آمن تماما حتى مع انتشار فيروس كورونا، في حال اتباع الطريقة الغذائية الصحيحة لتقوية جهاز المناعة، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
العديد من الدراسات قدمت حزمة من النصائح لتعزيز الجهاز المناعي خلال صيام شهر رمضان لتقوية المناعة، والتي تتمثل في الانتظام في تناول وجبة السحور، حيث إن تناول وجبتي الفطور والسحور ينشط جهاز المناعة ويعزز عملية الهضم.
ومن المهم لتعزيز الجهاز المناعي تجنب الأطعمة المقلية والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المتحولة لتأثيرها الضار على صحة الجهاز الهضمي والقلب.
أما ثالث النصائح لتعزيز الجهاز المناعي فتتمثل في - الإكثار من تناول السوائل كالعصائر الطبيعية والشاي الأخضر إضافة إلى 2 لتر ماء أو يا يعادل 8-9 أكواب يوميا.
ولا يمكننا إذا كنا جادين في تعزيز الجهاز المناعي وتجنب الإصابة بفيروس كورونا تجاهل تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف والكربوهيدرات المعقدة، وقت السحور فهي تستغرق وقتا طويلاً للهضم وتساعد على الشعور بالشبع طوال اليوم، مثل الأرز البني والبطاطس وخبز القمح الكامل والحبوب والفول والشوفان والبطاطا الحلوة.
التقليل من استهلاك السكر بحد أقصى أربع ملاعق كبيرة له تأثير ايجابي علي الجهاز المناعي حيث يمكن أن يؤثر سلبا على قدرة الخلايا المناعية في محاربة الالتهابات.
ومن ضمن هذه النصائح ضرورة الاهتمام بتناول الخضروات الخضراء كالبروكلي وأيضا الفاكهة مثل البطيخ والبابايا والبرتقال وغيرهامع الحرص على النوم لمدة 8 ساعات على الأقل يوميا.
ومن الضروري هنا التأكد من الحصول على وجبات متوازنة دون نقصان أو إفراط كوسيلة لتعزيز الجهاز المناعي وتجنب الإصابة بالجائحة القاتلة التي خلفت ما يقرب من 3ملايين متوفي في جميع أنحاء العالم .وكان لافتا بحسب هذه الدراسات التأكيد علي أن الصيام يؤدى إلى زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق في الدماغ، وهو بروتينBDNF " "مما يزيد من مقاومة الخلايا العصبية في المخ، لأى خلل وظيفي وانخفاض في الاضطرابات العصبية، وقد تحدث إشارات BDNF أيضا نتيجة للتأثيرات المفيدة للصيام، على تنظيم الجلوكوز ووظيفة القلب والأوعية الدموية.
العديد من الدراسات كذلك ركزت علي أهمية تقوية الجهاز المناعي خلال رمضان من خلال اتباع نظام غذائي صحي، خاصةً تناول المأكولات الغنية بالفيتامين «سي» كالليمون وممارسة الرياضة كالمشي يومياً لمدة نصف ساعة، والنوم المتواصل والجيد لمدة لا تقل عن 7 ساعات، والتخفيف من التوتر،
الدراسة أشارت كذلك إلي جهاز المناعة يحمي خلايا الجسم وأعضاءه من أى فيروسات، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين، لأنّ النيكوتين يعمل على إرهاق جهاز المناعة، إذ يدخل الدخان الذي ينتج عبر النيكوتين إلى الرئتين، ما يسبب أعراضاً جانبية تجعل جهاز المناعة يتفاعل معها، وعندها تتوقف عمل الأغشية المخاطية في القصبات الهوائية، وبالتالي يمكن للبكتيريا والفيروسات العبور دون حماية عبرها، ويصبح الجسم عرضة أكثر للعدوى، بأى أنواع الفيروسات أو البكتيريا، مؤكدا أن الصيام من الوسائل شديدة الأهمية للاقلاع عن التدخين .