أخبار

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخرتك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

سنن وآداب وأدعية يوم الجمعة

للحصول على نوم جيد.. كل ولا تأكل (نصائح لا تفوتك)

خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له.. تعرف على حال السلف فيه

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 18 ابريل 2021 - 10:40 م
فضل الله تعالى شهر رمضان على غيره من شهور العام وجعل من يحوز الفضل فيه ويجتهد هو الفائز والرابح، بينما من يضيع أيامه وليلاله هو الخاسر.. فويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له..
وقفات كثيرة ولمحات طيبة ومحطات إيمانية يلمح إليها الدكتور محمد السقا عيد الباحث في الإعجاز العلمي في هذه السطور..
شهر رمضان ليس كبقية الشهور، أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، الشياطين فيه مغلولة محبوسة، ويزيد الله فيه الأرزاق ويكتب الآجال ويختار وفد الحاج إلى بيته الحرام.
إنه شهر التوبة، وشهر الإنابة، وشهر القرآن، وشهر الاستغفار، وشهر الدعاء، وشهر العبادة، وشهر الطاعة، وشهر المواساة، وشهر الصب، وشهر العتق من النار، وشهر الفوز بالجنة .
شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، العمل فيه مضاعف، والدعاء فيه مستجاب، والنوم فيه عبادة والنفسُ فيه تسبيح، الحسنات فيه مقبولة، والسيئات فيه مغفورة، وقراءة آية فيه تعدل ختم القرآن في غيره، إنه سيد الشهور ولو أردنا أن نذكر جميع صفات وفضائل شهر رمضان والتي وردت عن أئمة أهل البيت المعصومين عليهم السلام لطال بنا المقام. 
عاد رمضان فمن عسانا نكون في هذا الشهر الكريم.
أخي الصائم يطيب لي أن أقف معك وقفات سريعة في عدة محطات في هذا الشهر الفضيل:

المحطة الأولى: تحقيق التقوى
شرع الله سبحانه وتعالي لعباده صيام شهر رمضان المبارك لتحقيق تقواه يقول الله سبحانه وتعالى : ( يأ أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله - في تفسير قوه تعالي :
 ( لعلكم تتقون )
فالصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال لأمر الله تعالى واجتناب لنهيه، فمما اشتمل عليه من التقوى : أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها مما تميل إليه نفسه متقرباً بذلك إلى الله تعالى يرجو بتركها ثوابه فهذا من التقوى .
ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله سبحانه فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه .
ومنها : أن الصوم يضيق مجارى الشيطان فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصى .
ومنها : أن الصائم فى الغالب تكثر طاعته والطاعات من خصال التقوى .
ومنها : أن الغنى إذا ذاق ألم الجوع أوجل له ذلك مواساة الفقير المعدم وهذا من خصال التقوى.

المحطة الثانية: الدعاء
من فَضائل هذا الشَّهر المبارك أنَّ الدعاء مُستجابٌ فيه؛ لحديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائم حتى يُفطِر، والإمامُ العادل، ودعوةُ المظلوم)حديث صحيح، رواه الترمذي وابن ماجه 1752).
فالصائم حين يصومُ يُصبِح منكسرَ القلب ضعيف النفس، ويذلُّ جموحه ويقتربُ من ربه - تعالى - ويترُك الطعام والشَّراب طاعةً لله - تعالى - ويكفُّ عن الشهوات استجابةً لربِّ الأرض والسَّماوات.
وشهرُ رمضان هو شهرُ الدُّعاء وشهر الإجابة وشهر التوبة والقبول، وينبغي على المسلم عندما يدعو أنْ يكونَ على حالٍ من الانكسار والاضطرار والإخبات والانقِطاع من الأمَل في غير الله، وألاَّ يكون دُعاؤه على سبيل التجربة غير الواثقة، فإنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (ادعُوا الله وأنتُم مُوقِنون بالإجابة، واعلَمُوا أنَّ الله لا يستجيبُ دُعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ) رواه الترمذي، وهو حديث حسن، "صحيح الجامع" 245.

المحطة الثالثة: الصبر
 إن شهر رمضان فرصةٌ عظيمةٌ لتقوية الإرادة وصدق العزيمة والانتصار على النّفس، والتّسامي بها فوق الشّهوات، والتّرفع عن الأحقاد والضّغائن والكراهية والعناد. فهو شهر الصّبر والصّبر جزاؤه عظيمٌ كما قال –تعالى:- (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزّمر: 10. 
 قال" ابن رجب الحنبلي : "والصّبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر على محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة. وتجتمع الثّلاثة في الصّوم، فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبر عما حرم الله على النّفس والبدن،  لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي).
ورمضان شهر الصبر، فالذي يصوم رمضان وهو منضبط انضباطاً تاماً شهراً كاملاً لا بد أن يخرج من هذا الشهر وقد اكتسب صفة الصبر، فالذي صبر عن الحرام، وصبر عن الأكل والشرب وجد على صلاة التراويح والقيام، وصبر على كف اللسان والجوارح عن ما نهى الله عنه.
فالصائم يتربى في رمضان على الصبر عن الحلال لأنه من محظورات الصيام ، وهذا فيه تربية لنا حتى نصبر عن ما حرم الله علينا ، فالله سبحانه حرم علينا مؤقتا الحلال في النهار ؛ وأباحه في الليل ؛ حتى تقوى نفوسنا على ترك الحرام طوال العمر ؛ فإذا أفطر الصائم حفظ سمعه عن الحرام ، وحفظ بصره من النظر والمشاهدة للحرام ، وحفظ بطنه من أكل الربا .
 فليس من العقل أن يمتثل الإنسان عند الصبر على الحلال ولا يمتثل عند الصبر على الحرام ، فالتقرب إلى الله بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات ، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب بترك المباحات كان كمن يترك الفرض ويتقرب بالنوافل.
فالصوم يختص من بين باقي الأعمال بأنه سر بين العبد وربه والمطلب مراقبة الله، وهذه المراقبة ماهي إلا صبر على تحري مايرضي الله فيقبل عليه العبد، وعلى تحري مايغضب الرب فينفر منه العبد.فاصبر على مراقبة الله.
 أقول: فالذي صبر على هذه الأمور، ولا يخرج من رمضان رجلاً صبوراً فقد فاته خير كثير، وحرم نفسه فرصة عظيمة جداً لاكتساب هذه الصفة، وهي صفة الصبر، والتي هي من أخلاق الأنبياء والرسل.
المحطة الرابعة : تلاوة القرآن
رمضان شهر القرآن، قال تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر " البقرة: 185.
وان ابتداء نزول القرآن في رمضان دليل على أهمية رمضان من جهة ، ودليل على أنه من المهم التزام القرآن فيه تلاوة وحفظاً وتفسيراً وتدبراً وعملاً وتطبيقاً، فنزول القرآن الذي هو النعمة العظمى تزامن في رمضان الذي هو المنحة العظمى، فالذي يعطل القرآن ليس له حظ في رمضان .
وتلاوة القرآن في شهر رمضان، والاستماع إليه، ومدارسته وتدبر أحكامه من أعظم القربات التي يتقرب بها الصالحون إلى الله تعالى في هذا الشهر.
ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن...» الحديث.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ودل الحديث أيضًا على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.
وفي حديث ابن عباس: «أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً» فدل ذلك على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر.
وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما قال تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ) البقرة: 185.
فشهر رمضان المبارك هو ربيع القرآن، فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان».
ومن اللازم على الإنسان في هذا الشهر أن يجدد عهده بالقرآن العظيم، قراءة وفهما وتدبرا، وعملا ونشرا بين الناس ودعوة إليه.
وينبغي الاهتمام بعقد ندوات، ومؤتمرات وحلقات وهيئات حول القرآن الكريم، ومن أهم مصاديق الاهتمام بالقرآن هو السعي لنشره ثقافة وفكراً ومنهجاً بين الناس: المسلمين وغيرهم، فإن القرآن نزل لهداية المسلمين وغيرهم بنص القرآن نفسه حيث قال سبحانه: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».

اجتهاد السلف:
كان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع منهم قتادة، وبعضهم في كل عشر، منهم أبو رجاء العطاردي.
وكان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة!! وعن أبي حنيفة نحوه.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.
وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
وفي الختام:
فإن الصيام جُنة من النار، وإنه جُنة من الشهوات، وإن في الجنة بابا يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وإن الصيام شفيع لصاحبه. وهو كفارة ومغفرة من الذنوب، وأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، الصيام سبب للسعادة في الدارين .
فيا من ضيع عمره في غير الطاعة! يا من فرط في شهره، بل في دهره وأضاعه! يا من بضاعته التسويف والتفريط، وبئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟!
رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه السهر.
اللهم بلغنا رمضان.... اللهم بلغنا رمضان.... اللهم بلغنا رمضان.
واجعلنا من الصائمين القائمين فيه يا أرحم الراحمين.


الكلمات المفتاحية

رمضان شهر الصبر رمضان شهر الصوم رمضان شهر الذكر رمضان شهر قراءة القرآن رمضان شهر التوبة خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له رمضان شهر العاق من النار

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled فضل الله تعالى شهر رمضان على غيره من شهور العام وجعل من يحوز الفضل فيه ويجتهد هو الفائز والرابح، بينما من يضيع أيامه وليلاله هو الخاسر.. فويل لمن أدرك