التقطت مروحية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، سلسلة من الصور الملونة لكوكب المريخ خلال رحلة رائدة.

وأمضت الوكالة ست سنوات في تطوير مروحية "إنجينويتي"، والتي انطلقت إلى الكوكب الأحمر الشهر الماضي على متن مركبة الفضاء المتجولة "برسفيرنس".

في 19 أبريل، حلقت حول المريخ، مسجلة أول رحلة خاضعة للتحكم على كوكب آخر. وخلال رحلة أخرى في 22 أبريل، التقطت صورًا جوية ملونة فوق الكوكب. في الصور، تظهر المسارات من المركبة الجوالة "برسفيرنس" بوضوح على السطح.

وأعلنت وكالة "ناسا" في 19 أبريل، أن مروحيتها المصغرة "إنجينيويتي" نفذت أولى طلعاتها في أجواء المريخ، في خطوة تاريخية تأخرت أكثر من أسبوع بسبب مشكلة تقنية.

وارتفعت المروحية 3.05 متر فوق سطح الكوكب الأحمر. ولم يسبق أن قامت مركبة فضائية برحلة يمكن التحكم بها على كوكب آخر.

ثم حلّقت "إنجينويتي" يوم الخميس على ارتفاع أعلى - 5 أمتار (16 قدمًا) - وتحركت جانبيًا لأول مرة. وكانت رحلة يوم الأحد هي الأكثر جرأة لـ"إنجينويتي" حتى الآن.

ووصلت "إنجينويتي" إلى أقصى سرعة جوية 2 متر في الثانية - حوالي 7 كيلومترات في الساعة. (وصلت الرحلة الأخيرة فقط إلى سرعة طيران 0.5 متر في الثانية).


والتقطت المروحية الصور بكاميرا ملونة عالية الدقة ، قبل إرسالها مرة أخرى إلى وكالة الفضاء.
قال متحدث باسم وكالة ناسا: "تُظهر الصورة، بالإضافة إلى الشكل الداخلي، لقطة مقرّبة لجزء من المسارات لمركبة المثابرة على المريخ وخصائص سطح المريخ ، فائدة استكشاف تضاريس المريخ من منظور جوي."

وقوبلت أنباء الهبوط الأولي بالتصفيق والهتافات في مركز قيادة البعثة.

وقالت ميمي أونج، مديرة مشروع "إنجينويتي"، في إفادة صحفية: "يمكننا الآن أن نقول إن البشر قد طاروا بمركبة دوارة على كوكب آخر".


وتأمل وكالة الفضاء أن تكون "إنجينويتي" هي الطريق للمراقبة الجوية للمريخ ووجهات أخرى في النظام الشمسي، مثل كوكب الزهرة أو قمر زحل تيتان.

قال بوبي براون، مدير علوم الكواكب في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا [JPL] ، إن الهدف المباشر كان تحقيق "لحظة الأخوين رايت، الحصول على الطاقة والتحكم في الطيران، ثم إضافة إمكانية التنقل وإضافة قدرات أخرى مثل أي برنامج اختبار طيران".

وبينما يمتلك المريخ ثلث الجاذبية فقط للتغلب عليها مثل الأرض، إلا أن غلافه الجوي هو 1 في المائة فقط من الكثافة - مما يمثل تحديًا ديناميكيًا كبيرًا.

ولتعويض هذا الاختلاف، قام المهندسون بتجهيز المروحية التي تم إطلاقها إلى المريخ بشفرات دوارة أكبر (بطول 4 أقدام)، وتدور بسرعة أكبر مما هو مطلوب عادة لطائرة من حجمها.

وتم اختبار التصميم بنجاح في غرف مفرغة تحاكي ظروف المريخ في مختبر الدفع النفاث.

وصمدت الطائرة الصغيرة وخفيفة الوزن لمقاومة البرودة، مع انخفاض درجات الحرارة ليلا إلى -90 درجة مئوية، باستخدام الطاقة الشمسية وحدها لإعادة شحن بطارياتها والحفاظ على تسخين المكونات الداخلية بشكل كافٍ.