قال الدكتور فالتر لونجو، مدير معهد طول العمر في جامعة جنوب كاليفورنيا، إن تقليل تناول نوع معين من الطعام قد يكون سر الحفاظ على الشباب.
وتبرز ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية ضمن توصياته، مع التأكيد على أهمية الاعتدال في تناول السمك، إذ سبق أن صرّح بأن تناول حصتين أو ثلاث حصص فقط أسبوعيًا هو الأمثل لنظام غذائي يُطيل عمر البالغين.
القليل من السمك
وكتب ضمن نصائح حول كيفية الحفاظ على الشباب: "تناول طعامًا نباتيًا في الغالب، بالإضافة إلى القليل من السمك".
اختر الأسماك والقشريات والرخويات الغنية بأوميجا 3 وأوميجا 6 وفيتامين ب12 (مثل سمك السلمون والأنشوجة والسردين وسمك القد وسمك الدنيس وسمك السلمون المرقط والمحار والروبيان). انتبه لجودة الأسماك، واختر تلك التي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق.
وفقًا للدكتور لونجو، فإن الأسماك الغنية بأحماض أوميجا-3 الدهنية - والتي تُعرف غالبًا باسم "الدهون الصحية" - تُقدم فوائد صحية جمّة.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنها تؤدي وظائف حيوية متعددة، فهي لا تدعم صحة الدماغ فحسب، بل تُقلل أيضًا من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، بحسب صحيفة "إكسبريس".
وعلى الرغم من هذا، إلا أن هناك بعض السلبيات التي يتم تجاهلها لتناول كميات كبيرة من الأسماك.
وسلطت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الضوء على هذه المخاوف، حيث حذرت من أن الأنواع الدهنية "عادةً ما تحتوي على مستويات أعلى من الملوثات مقارنةً بأنواع المأكولات البحرية الأخرى".
يشمل ذلك الزئبق، وهو عنصر سام ضار بالإنسان. وعلى الرغم من أن خطر تناول الأسماك عادةً ما يكون ضئيلاً، إلا أن التعرض المفرط للزئبق قد يُسبب نوبات صرع، ومشاكل في الذاكرة، وخدرًا، ومضاعفات أخرى.
وتنصح الهيئة الصحية بتناول حصة واحدة على الأقل (حوالي 140 جرامًا بعد الطهي) من الأسماك الدهنية أسبوعيًا.
عادةً ما تحتوي الأسماك الدهنية على مستويات أعلى من الملوثات مقارنةً بأنواع المأكولات البحرية الأخرى. ولهذا السبب، توجد توصيات قصوى لعدد الحصص التي ينبغي لبعض الفئات تناولها أسبوعيًا.
كمية السمك للفتيات والنساء الحوامل والمرضعات
وتحذر هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا الفتيات الصغيرات، والنساء اللواتي يفكرن في الحمل أو يأملن في الإنجاب مستقبلاً، والنساء الحوامل، والمرضعات. من أن يتناولن أكثر من حصتين من الأسماك الدهنية أسبوعيًا، لأن الملوثات قد تؤثر على نمو الجنين في الرحم مستقبلاً.
وأضافت: "يُعدّ تناول الأسماك مفيدًا لصحتك ولنمو طفلك. مع ذلك، ينبغي على النساء الحوامل والمرضعات تجنّب بعض أنواع الأسماك والحدّ من تناول أنواع أخرى، وذلك بسبب مستويات الزئبق والملوثات التي قد تحتويها بعض الأسماك".
وتابعت: "عندما تكونين حاملاً، يمكنكِ تقليل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي عن طريق تجنب تناول المحار النيء والتأكد من طهي أي محار أو سمك مدخن تتناولينه جيدًا".
إضافةً إلى ذلك، ينصح الدكتور لونجو متبعي الحميات الغذائية بحصر وجباتهم في فترة لا تتجاوز 12 ساعة يوميًا لتحقيق أفضل الفوائد الصحية.
تناول الطعام قبل الساعة 12 ليلاً
ويؤيد البروفيسور تيم سبيكتور هذا الرأي، إذ سبق أن شدد على أن تجنب تناول الطعام قبل الساعة 12 ليلاً مفيد.
وقال، وفقًا لتقرير سابق لصحيفة "ميرور": "هناك عدد من الأسباب لذلك. أحدها أن الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي، وإأن ذلك جزء من إيقاعاتنا اليومية، لذا فإن جميع خلايا أجسامنا لها نفس الساعة التي تعمل على مدار 24 ساعة".
في السياق نفسه، أضافت الدكتورة سارة بيري: "هناك دراسة مثيرة للاهتمام نُشرت العام الماضي، وأعتقد أنها توضح بشكل جيد ما يحدث عند تناول الطعام في وقت متأخر من اليوم. في هذه الدراسة، تم إعطاء المشاركين نفس الطعام بالضبط خلال نفس الفترة الزمنية، ولكن نصف المشاركين تناولوا الطعام في وقت مبكر قليلاً من اليوم، والنصف الآخر تناوله في وقت متأخر قليلاً من اليوم".
وأشارت إلى أن "...أولئك الذين تناولوا الطعام في وقت متأخر من اليوم، على الرغم من تناولهم الطعام في وقت متأخر من المساء، استيقظوا في صباح اليوم التالي وهم أكثر جوعاً بكثير من الأشخاص الذين أنهوا طعامهم في وقت مبكر من اليوم".