معاقرة الخمر وشرابها لا تنتهي غرائبها ونهاياتها، منها ما أخذ قالب الفكاهة والنوادر، حيث ذكرت كتب الأدب الكثير من هذه الحكايات.
فالخمر هي مصباح السرور ولكنها مفتاح الشرور، اللهم تب علينا وعلى العصاة والمذنبين برحمتك يا أرحم الراحمين.

1-مسيحي وعالم في الحديث النبوي:

اجتمع نصراني ومحدث في علم الحديث في سفينة، فصب النصراني خمرا من إناء كان معه في شربة وشرب، ثم صب فيها وعرض على المحدث فتناولها من غير فكر ولا مبالاة.
فقال النصراني: جعلت فداءك إنما هي خمر.
قال: من أين علمت أنها خمر؟ قال: اشتراها غلامي من يهودي وحلف أنها خمر.
فشربها المحدث على عجل، وقال للنصراني: يا أحمق نحن أصحاب الحديث نضعف مثل سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون أفنصدق نصرانيا عن غلامه عن يهودي، والله ما شربتها إلا لضعف الإسناد.

2- سكران وكلب:

ومن المجون في ذلك ما حكي أن سكرانا استلقى على طريق، فجاء كلب فلحس شفتيه، فقال: خدمك بنوك ولا عدموك، فبال على وجهه.
 فقال: وماء حارا أيضا بارك الله فيك.
 وقيل: حالة السكارى ثلاثة: قرد حرك رأسه فرقص، وكلب هائج فنبح، وحية زويت فنامت.
3- ومر عقال الناسك بمرداس بن خدام الأسدي، فاستسقاه لبنا، فصب له خمرا وعلاه بلبن فشربه، وسكر ولم يتحرك ثلاثة أيام فقال:

اقرأ أيضا:

"قريب في الرخاء بعيد في الشدة".. ماذا قالوا عن الأصدقاء لأجل الحاجة؟

4- الإمام مالك وسكران

جاء رجل إلى الإمام مالك فقال له: رأيت رجلا شرب الخمر، فعملت في رأسه، حتى رأيته في ليلة مقمرة، يريد أن يقفز على القمر.
يقول الرجل للإمام مالك، فلما رأيت حالته هذه قلت في نفسي: امرأتي طالق إن لم يكن يدخل جوف الإنسان أشر من الخمر.
فقال له الإمام مالك: ائتني في الغد،فجاءه فلم يجبه حتى مرّ ثلاثة أيام، فقال للرجل: امرأتك لست بطالق، فقال له لما، فقال له الإمام مالك: لقد تصفحت كتاب الله ثلاثة أيام فلم أجد شيئا يدخل جوف الإنسان أشر من الربا، يقول الله تعالى: فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله".