من هو الأقوى على وجه الأرض؟.. سؤال قد يمر بعقل أحدهم، وربما كثيرين يبحثون عن إجابة له، لكن حينما يصل الأمر إلى سيدنا الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، فاعلم أن الإجابة ستكون موجزة وناجزة..
فقد سئل سيدنا علي رضي الله عنه، عن ما هو أقوى الأشياء على وجه الأرض، فإذ بأحدهم يسبقه ويجيب بأن الجبال هي الأقوى على وجه الأرض.. إلا أن الإمام علي رضي الله عنه كان رأي آخر فقال: «إن أقوى الأشياء على وجه الأرض عشرة أقلهم الجبال.. لأن الحديد يقسم الجبال.. وبالتالي فهو أقوى.. إلا أن النار تذيب الحديد ومن ثم فهي أقوى.. لكن المياه تطفئ النار، فهي أقوى إذن.. لكن السحاب يحمل هذه المياه فهوى أقوى، إلا أن الرياح تحمل السحاب فهي أقوى، لكن الإنسان يبني بيوتًا تحميه من هذه الرياح فهو أقوى، إلا أن السُكر يذهب بعقل الإنسان وبالتالي فهو أقوى، لكن النوم يقضي على السكر تمامً، وبالتالي هو أقوى، لكن لا يمكن أبدًا لرجل أن ينام وفي باله هم.. وبالتالي الهم هو أقوى الكائنات».
من يهزم الهم؟
إذن بما أنه الأقوى، فمن يهزم الهم؟.. يهزم الهم اليقين بالله والإيمان به سبحانه، وفقط، لأنها قاعدة عامة وضعها المولى عز وجل، حيث قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون» (النحل:97)، إذن القاعدة هنا أنك تعمل صالحًا تحصل على النتيجة الطيبة، تحصل على جواب الشرط.. أن يمنحك الله عز وجل حياة طيبة، ليس هذا فحسب، وإنما يجزيك الله عز وجل أحسن مما كنت تعمل.. إذن لا يمكن القضاء على الهم إلا بطريق واحد وهو طريق الله سبحانه وتعالى.. فهل أنت عليه؟.. أم أنك ضللت الطريق؟.
اقرأ أيضا:
الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعانيأمرك عجيب
المؤمن هو أعجب أهل الله على الأرض، لأنه في كل حاله راضٍ وسعيد، لذلك لا يمكن أن يهزمه هم مهما كان، كما عبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى في الحديث الصحيح بقوله : «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له»، فحتى وهو يتعرض لأي أذى أو هم فإنه يلقي بكل همومه على الله وهو على يقين بأنه لن يتركه أبدًا، وهو ما يؤكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له درجة ومحيت عنه بها خطيئة ـ وفي رواية: إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة ـ وفي بعض النسخ: وحط عنه بها ـ وفي رواية: إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة».