أخبار

هل الهجرة انتهت بفتح مكة أم باقية لقيام الساعة؟

سبب صادم لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

"أفضل من الأسبرين".. طعام لا غنى عنه لخفض الكوليسترول وفتح الشرايين

الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعاني

هل رفض الصحابة كتابة وصية النبي عند وفاته. فأغضبوه؟

القرآن كتاب هداية ورشاد.. وقفة مع بعض آياته الجامعة

عبر وعظات مبكية.. "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات"

نصائح ذهبية من النبي لأصحاب الهموم والابتلاءات والقلوب الحائرة

عش مع حادث الهجرة كأنك تراه.. من الخروج من مكة إلى الوصول للمدينة (الشعراوي)

عمرو خالد: النبي أخذ بكافة الأسباب في الهجرة إلى المدينة.. هذا ما فعل

متى يجنح المؤمن للسلام وكيف ينجو من الخديعة؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 21 مايو 2021 - 09:06 ص

عالج القرآن الكريم في تكاليفه الشرعية للمؤمنين وقت الحرب، قضية السلام ومتى يجب على المؤمن أن يجنح له ومتى عليه أن يذود عن نفسه، خاصة في مواجهة الصراع على شهوات الدنيا وضعف الإيمان ولقاء العدو من غير المسلمين، ومتى يجب على المسلم أن يحتاط لنفسه حتى لا يقع في خديعة ومكر أعداء الإسلام، خاصة مع لجوء الأعداء في أغلب الوقت إلى أخلاق المكر السيئ.

والمكر السيئ خلق عام ليس شرطا أن يكون في غير المسلم فقط، ولكنه قد يكون في أغلب البشر، فقد يعتمد هذا الخلق على إرادة الشر بالآخرين؛ اعتماداً على القوة والسلطان أو على الذكاء والمال والجاه وقد يكون بأن يظهر الفرد الخير ويبطن الشر ويحيك المؤامرات في الخفاء ليحصل على مكاسب وأطماع دنيوية دون وجه حق، بغض النظر عن عقيدة صاحب هذا الخلق، لذلك حذر القرآن الكريم من المكر السيئ وقال تعالى: " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ".

وقد حذر القرآن الكريم من هذا الخلق وبين صفات أصحابه وبين أن عاقبة مكرهم سيئة ونهايتهم وخيمة في الدنيا والآخرة.. قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، وقال سبحانه: {وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ . قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ . وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل: 48- 52].

المكر دلالة ضعف الإيمان


والخديعة والمكر هي نتاج ناتج عن ضعف الإيمان وخبث النفس ودناءة الخلق، ويؤدي إلى انطماس البصيرة، وفساد العمل، وصاحبه عقوبته عاجلة غير آجلة قال تعالى: {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ . وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ . فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [إبراهيم: 45- 47].

أنواع المكر


هناك مكر خاص يعمل أصحابه ضد الأنبياء والرسالات من خلال الصد عن الحق ومحاربة المعروف والانتصار للباطل كما حدث للأنبياء والمصلحين.

وهناك مكر عام بين الناس بسبب الصراع على المال أو المكانة أو الجاه.

وهناك مكر بين الأقران سببه الحسد.

وهناك المكر بين الدول سببه الأطماع وحب السيطرة وإظهار القوة.

وهناك المكر السياسي بين الأحزاب والجماعات والأنظمة والشعوب سببه حب السيطرة والتملك والقمع والاستبداد وإلغاء الآخر وعدم فهم واستيعاب متطلبات الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة والحقوق والواجبات المطلوب أدائها والقيام بها.

ومن أكثر الأمثلة شهرة على هذه الأخلاق السيئة ما ضرب الله به المثل في صفات اليهود وقوم فرعون، فقد مكث فرعون سنوات يحيك المكر السيئ يقتل الرجال ويستحي النساء ويستعبد الناس خوفاً على الملك والسلطان فارتكب جميع الجرائم وادعى لنفسه الألوهية والربوبية من دون الله وأرسل جنوده في الأرض ليخوف الناس ويحكم سيطرة ومكر مكراً ومكر الله، وساق الله موسى عليه السلام بعد أن رمته أمه في البحر خوفاً عليه إلى قصر فرعون وشب موسى وترعرع في ذلك القصر والجيوش تحرسه وفرعون يرعاه وصدق الله إذ يقول: {قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} [يونس: 21] أين ذهب مكر فرعون ودهاءه؟ أين قوته وجبروته وسلطانه وأمواله؟ لقد سخرها الله لرعاية موسى.

 وبعد أن آتاه الله النبوة والكتاب وعرض أمر الله على فرعون أخذ فرعون يمكر بموسى وبمن معه ويحيك المؤامرات والدسائس والأكاذيب ويحشد الجنود ويستعمل القهر والتعذيب ويجمع السحرة ليناصروه، فلما أيقنوا أنما جاء به موسى ليس بسحر إنما هو الحق آمنوا بالله وأخذ فرعون يتهمهم بالمكر والخداع وهو مكر أخير يستعمله فرعون أمام الجماهير وزبانيته وجيوشه.

ومن بين الأمثلة على المكر ماحدث ليوسف عليه السلام من قبل أخوته وخططوا لقتله ثم رميه في البئر وكيف حفظه الله.. ثم امرأة العزيز صاحبة المكانة والجاه والسلطان وقد شاع الخبر في المدينة بمراودتها لفتاها عن نفسه ومكرها وإصرارها على فعل الباطل وارتكاب الجريمة قال تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ . قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 31- 32].

اقرأ أيضا:

الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعاني

كيف تعامل الشرع مع المكر؟


حذرت الشريعة من المكر والخديعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعجل الأشياء عقوبة البغي".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المكر والخديعة والخيانة في النار".

 وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ثلاث من كن فيه كن عليه: البغي والنكث والمكر، قال الله تعالى: "إنما بغيكم على أنفسكم"، وقال تعالى: "فمن نكث فإنما ينكث على نفسه"، وقال تعالى: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".

وقد أمن الله تعالى، رسوله صلى الله عليه وسلم من خداع أعدائه، إن هم أرادوا خيانته، وبيتوا له الغدر من وراء الجنوح إلى السلم فقال- تعالى-: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ، فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.

أى: وإن يرد هؤلاء الأعداء الذين جنحوا إلى السلم في الظاهر أن يخدعوك- يا محمد- لتكف عنهم حتى يستعدوا لمقاتلتك فلا تبال بخداعهم، بل صالحهم مع ذلك إذا كان في الصلح مصلحة للإسلام وأهله، ولا تخف منهم، فإن الله كافيك بنصره ومعونته، فهو- سبحانه- الذي أمدك بما أمدك به من وسائل النصر الظاهرة والخافية، وهو- سبحانه- الذي أيدك بالمؤمنين الذين هانت عليهم أنفسهم وأموالهم في سبيل إعزاز هذا الدين، وإعلاء كلمته.

فالآية الكريمة تشجيع للنبي صلى الله عليه وسلم على السير في طريق الصلح ما دام فيه مصلحة للإسلام وأهله، وتبشير له بأن النصر سيكون له حتى ولو أراد الأعداء بإظهار الميل إلى السلم المخادعة والمراوغة.

الكلمات المفتاحية

كيف تعامل الشرع مع المكر؟ أنواع المكر وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled عالج القرآن الكريم في تكاليفه الشرعية للمؤمنين وقت الحرب، قضية السلام ومتى يجب على المؤمن أن يجنح له ومتى عليه أن يذود عن نفسه، خاصة في مواجهة الصراع