بينما يحاصرنا الكثير من الأوبئة هذه الأيام، خصوصًا فيروس كورونا، الذي أوقع ملايين المصابين والوفيات، بات من الإعجاز الشديد أن يحافظ الإنسان على صحته.. فكيف ذلك؟.
مسألة أن تعيش بصحتك .. و أن كل جزء من أجزاءك سليم.. عليك أن تعي جيدًا أن هذا إعجاز إلهي لا شك في ذلك!.. حقيقي مهما قدَرنا النِعم لكن صعب جدًا أن ندركها دون أن نتذوق من معاني فقدها .. فقد يكون أقل خلل في جسمك من السهل جدًا أن يعجزك عن أبسط الأمور التي تعودنا عليها كبديهيات.
لذلك هناك كلمات ليست كالكلمات يقولها المصطفى صلى الله عليه وسلم، تلخص حياتنا، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا ).. تدبر معنى (الدنيا بحذافيرها )!.. أمام الصحة .. ستوقن أن كل شيء يهون حرفياً .. أمام نعمة الصحة.. وأن إدراكك لذلك كفيل أن يوقظك من نومك وأنت تشعر أنك أسعد إنسان في الدنيا!.. لذلك كان رسولنا الأكرم يدعو الله دائما بقوله: (اللهم أدم علينا نِعم الصحة والعافية).
نعمة الصحة
علينا بداية أن نعي أنه من تمام الصحة، قبل المحافظة عليها، هو شكر من منحها لنا، وهو الذي قال: «وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ » (النحل: 114)، فلو عرف كل سلم قدر نعمة العافية، لحافظ عليها بكل ما أوتي من قوة، وألا يضيعها أبدًا مهما كانت الأسباب، فهناك للأسف هذه الأيام من يضيعها في المخدرات، أو الكسل، أو السجائر، أو الكحول، وأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، لكن تحمل كل ضرر للإنسان، لذلك ترى نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم يحذرنا من التهاون في الصحة فيقول: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».
اقرأ أيضا:
الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعانيطرق الحفاظ على الصحة
أما كيف نحافظ على أبداننا، فالإجابة ليست معضلة، وهي أن نتبع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، الذي علمنا كيف نأكل، وكيف نمشي، وكيف نشرب، وكيف نتعامل، وحتى كيف نتعامل مع الناس يومًا، وهي أمور قد يراها البعض بسيطة، لكنها أسلوب حياة، يحيطك ويحاصرك من كل داء أو وباء، ففي الطعام على المسلم أن يترك لمعدته الثلث فارغًا، لا أن يملئها حتى تنتفخ، وفي المشي حسن تمام الصحة، وفي اللبن والتمر تمام صحة القلب، وفي البعد عن أماكن الأوبئة لهي النجاة.. إذن من يحافظ على صحته يصل إلى آخرته مبرًئا من كل ذنب، بل أنه يوم القيامة يسأل الإنسان عن صحة بدنه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ، وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟».