اسم الله (الفتاح).. حين تنغلق أمامك كل الأبواب إلا بابه
بقلم |
عمر نبيل |
السبت 22 مايو 2021 - 09:10 ص
عزيزي المسلم، أكيد جميعنا جرب شعور أن تغلق في وجهه كل الأبواب.. وربما تكون بالفعل اتخذت بكل الأسباب، ومع ذلك ترى كل شيء مغلق تمامًا.. هنا علينا أن يتفق ذهننا إلى معنى اسم الله تعالى الفتاح والمدبر.. لتعلم أن الله عز وجل يدبر لك أمرك لأنه لا يمكن أن يتركك حتى تغرق نفسك .. فببصيرة الله وعلمه هو أدرى بالأنسب لك .. لكن عليك أيضًا أن تعلم أن من آليات هذا التدبير أنه يفتح لك الأبواب أو يغلق الأبواب .. فقط باسم الله ( الفتاح ).. لذلك فهو سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ».
فتح الأبواب (مش بالعافية)
هنا لو تدبرت جيدًا معنى الآية الكريمة السابقة، ستجد أنه ليس من الممكن على الإطلاق أن تفتح لك كل الأبواب (بالعافية)، فمهما فعلت عليك أن تدرك جيدًا أن الأمر ليس بيدك، وإنما بيد الله وحده.. أيضًا لو أدركت هذا الأمر ستدرك حدود قدراتك كبشر جيدًا.. وأن كل ما عليك هو الأخذ بالأسباب وفقط، بالإضافة لسعيك قدر إمكاناتك، تأكيدًا لقوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ »، فقط قدر استطاعتك تحرك، وعلى الله بقية كل شيء، لكن الأمر يحتاج منك ليقين وثقة غير عادية في قدرات الله عز وجل، مهما كانت أصعب المواقف.. ففي الآية السابقة يخاطب الله المسلمين الذي يحاربون لنصرة الحق وقال لهم ( ما استطعتم ) !.. إذن هو سعي تحت مظلة ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ).
كيف تحدد طاقتك و وسعك ؟
لكن كيف تحدد طاقتك و وسعك ؟.. والإجابة، بأنك تبذل كل مجهود بلا ضرر .. سواء ضرر جسدي أو نفسي .. تنفيذًا للأمر الإلهي: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ).. إذن عليك أن تصون صحتك من 5 أمور مؤلمة هي: ( اليأس .. من التعلق .. من الذل .. من الحقد و الحسد .. من تزيين الحرام واستبساطه ).
فلو ظل الباب مغلقًا، إياك أن تيأس من السعي، أو من الثقة في الله، حينها ستجد اسم الله (الفتاح) أمامك، كأنه يفتح لك كل شيء، وفجأة دون مقدمات، ستجد العجب العجاب، ستجد نتيجة صبرك ورضاك بما قسم الله لك، وربما تجد أكثر حتى من أمانيك وأحلامك.. أوتدري لماذا؟.. لأن الله يملك مفاتيح كل شيء، أليس هو الذي قال: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ).. إذن مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .. لكن أولا عليك أن تحول بين ما تشتهيه نفسك وبين ما يريده الله لك ويعلم أنه الأفضل، قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ).. يعني أنه من تدابير الله أن يفتح قلبك أو يغلق قلبك .. لكن في الحالتين ما هو سيكون للأصلح لك، فقط عليك أن تثق في ذلك تمامًا.