مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن لصورة الجسد السلبية تأثير غير جيد على حالة ابنتك النفسية، إذ تفقدها الثقة في النفس والاقبال على الحياة، والشعور بالدونية، وربما الإصابة بالاكتئاب في مرحلة لاحقة واضطرابات الأكل.
والمطلوب منك الآن هو مساعدة ابنتك على البحث عن صورة "جسم صحي"، وليس مثالي، والحفاظ على تقديرها لذاتها، فهذه هي الأولويات.
ما تواجهه ابنتك من ضغط نفسي متوقع، نتيجة الزيادة المفاجئة والمتسارعة في الوزن، لذا فمن المهم تفهم الأمر، خاصة وأنها ربما تتعرض لضعوط من الأقران تتمثل في المقارنات، فضلًا لضغوط الانترنت، ووسائل الاعلام، التي تعرض وترويج للجسم المثالي الجميل والجذاب على أنه الجسم النحيف.
لابد من الجلوس معها والتحدث بشأن مرحلة المراهقة التي تمر بها، وأنها مرحلة التغيرات العاطفية الشديدة والبدنية أيضًا، وما يحدث طبيعي لا ينبغي القلق منه، ومناقشتها فيما تراه عبر الانترنت ووسائل الاعلام وحديث الصديقات حول الجسم المثالي، واستعرضي معها نماذج نساء شهيرات ناجحات لا يملكن هذا الجسد المثالي، وأكدي على أن هذا الأمر ليس المعيار لتقيم الانسان، وشجعيها على أن تكون صاحبة انجازات في الحياة، باكتشاف نفسها، للتعرف على ما تحب ممارسته من هوايات، وأنشطة، والانخراط فيها وتحقيق الانجازات، وفتشي أنت الآن عن انجازات ابنتك طوال هذه السنوات الفائتة وذكريها بها واثني عليها، وكوني يقظة قدر المستطاع بالثناء على مهاراتها، وصفاتها الطيبة، عبر المواقف التي تظهرها، وهكذا.
طمأني ابنتك بأن شكل الجسم الصحي يختلف من شخص لآخر، وعبري لها عن قبولك لشكلها، ومظهرها، وأن حبك واحترامك وتقديرك لها غير مشروط بوزن ولا شكل لجسمها، فهذه خطوات مهمة ستساعد ابنتك على بناء قبولها لنفسها وتقديرها واحترامها.
شجعي ابنتك على ممارسة الرياضة، وبذا تكونين قد ضربت عصفورين بحجر واحد، فالرياضة ستساعدها على التخلص من الوزن الزائد، وستكسبها التقدير للذات والثقة بالنفس، فضلًا عن امكانية كسب صداقات إيجابية.
أما في داخل البيت فلا تسمحي لعزيزتي أي فرد من أفراد الأسرة بإيذاء ابنتك بسخرية من أي نوع، وشجعي الجميع على تناول طعام صحي، افعلي ذلك بدون اعلان، حولي نظام أسرتك الغذائي لما يفيد الجميع لا ابنتك فقط، وحتى لا تشعر أنها المقصودة لأنها الوحيدة السمينة أو ما شابه مما يؤذي المشاعر، ويفشل كل الخطط .
ولا بأس أن تساعدي ابنتك بالتواصل مع متخصصة نفسية، لتوفر لها الادوات التي تمكنها من مواجهة الضغوط الاجتماعية بشأن معاناتها لتتغلب عليها بالفعل، فتخرج من عزلتها، وتستعيد ثقتها في نفسها، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟