من صام ست شوال هل يسقط عنه صيام الثلاثة الأيام البيض؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بــــ "سؤال وجواب" أن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سئل عن هذه المسألة فأجاب بأنه يُرجى له ذلك لأنّه يصدق أنه صام الستّ كما يصدق أنه صام البيض وفضل الله واسع .
وعن المسألة نفسها أجابني فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بما يلي :
نعم ، إذا صام ست أيام من شوال سقطت عنه البيض، سواء صامها عند البيض أو قبل أو بعد لأنه يصدق عليه أنه صام ثلاثة أيام من الشهر ، وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره " ، و هي من جنس سقوط تحية المسجد بالراتبة فلو دخل المسجد وصلى السنة الراتبة سقطت عنه تحية المسجد.
ما هي الأيام البيض ولم سميت بهذا الاسم:
قد اتفق الفقهاء على أنه يسن صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وذهب الجمهور منهم –الحنفية والشافعية والحنابلة- إلى استحباب كونها أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، لما روى أبو ذر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر: إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة. رواه أحمد والنسائي والترمذي. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر. متفق عليه. وذهب المالكية إلى كراهة صوم أيام البيض فرارا من التحديد ومخافة اعتقاد وجوبها، والصحيح المذهب الأول، وسميت بيضا لبياض لياليها بالقمر، لأنه يطلع فيها من أولها إلى آخرها.
الحكمة من صيام الأيام البيض:
ذهب بعض العلماء إلى أن وراء صيام الأيام البيض الكثير من الحكم منها:
1-أنها تذهب أدران القلب ، ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر تذهب وحر الصدر" (أي غله وحقده).
2-أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر ، حيث أن الحسنة بعشر أمثالها.
3-أن الصوم يكسر الشهوة ، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
3- ذكر بعض الأطباء أن الجسم تصيبه في هذه الأيام رطوبة فيحتاج إلى إخراج الفضلات ، والصوم يخرج تلك الفضلات أو بعضها.