أحييك يا عزيزي لتوقعك تدهور العلاقة، وخسارة حبها لك، والعلاقة بل الحياة برمتها بينكم.
توقعك في محله تمامًا!
فكما جعل الله الزواج كميثاق غليظ، عقد، وعلاقة، مبنية على التراضي، فهذا الرضى لابد أن يكون في كل أجزاء العلاقة الزوجية، ومنها العلاقة الحميمية التي هي استمتاع للطرفين، لا طرف دون آخر.
ومن حفظ الكرامة للنفس، وللشريك في العلاقة ألا تتم بإجبار أو غصب، أو تهديد، ووعيد، إلخ، لما يترتب على ذلك من أضرار نفسية جمة، وعميقة، قد تهدم كل شيء بين الزوجين.
ودعني أحدثك عما تشعر به المرأة من قهر، وسلب للإرادة، في بيتها أو غرفة نومها التي من المفترض أن تشعر فيها بالأمان والانسانية، إذا ما تمت العلاقة بالإجبار والغصب، فضلًا عن فقدان العلاقة السوية مع الجسد، فتنفصل الزوجة عن جسدها، تعطيه لزوجها، لكنها تصبح فاقدة للتواصل الشعوري مع جسدها الذي أعطته ومن ثم لا تشارك الزوجة متعة، ولا حب، ولا ود، ويقتل داخلها التفاعل الطبيعي، المنتظر، بل قد تكره أنوثتها بالجملة، وتتعامل معها على أنها سبب قهرها، وضعفها، كما تكره أيضًا العلاقة الحميمية نفسها، وكل ما يمت إليها بصلة، وتراها على أنها شيء مقرف، أو حقير، إلخ.
ولا تقف الآثار النفسية السيئة لدى المرأة التي تغصب على العلاقة الحميمية عند هذا الحد، بل تتعدى هذا كله إلى الشعور الجارف بالغضب من الزوج، بدلًا من الشعور بالرحمة والراحة والمودة، بل وقد تكره نفسها، وتؤذيها كشكل من أشكال الانتقام السلبي.
وكل ما سبق يا عزيزي الزوج الطيب هو تمهيدات لفقد حب الحياة، ليس معك فقط، وإنما الحياة برمتها، فتجد الزوجة قد أصبحت متقلبة المزاج، وربما سوادوية، أو "نكدية"، على أقل تقدير، ساخطة، غاضبة، زاهدة في مباهج الدنيا التي كانت تجبها من قبل، وقد تصاب في النهاية بالاكتئاب أو القلق المرضي، وتبدأ الشكوى من أعراض نفسجدية، حيث يعبر الجسد عن سوء الحالة النفسية.
لذا فإن كان امتناع زوجتك يا عزيزي بسبب الارهاق، فهو سبب مقبول يجب التفكير بشأن معالجته، وعلاجه لا يكون بتفريغ العلاقة من جوهرها الجميل، والطيب، والفطري، وتشويهها بالغصب، بدعوى عدم وجود حلول!
لا ترض لنفسك يا عزيزي أن تصبح زوجتك معك دمية بلا مشاعر، ولا تفاعل، إن تم الإجبار، فلا أظن أن هذا سيسعدك كزوج طيب، محب، متفهم، ولن ترضاه رجولتك.
ابحث مع زوجتك عن حلول واقعية وعملية، لإرهاقها الدائم، وعبر لها عن حبك، والتمس لها العذر، وصدقها، وانظر إليها نظرة حب وامتنان تنسيها إرهاقها وتعبها، ونسق معها قدر المستطاع الاوقات المناسبة لكما معًا، فكل شيء من الممكن أن يحل بين الزوجين المحبين، بالنقاش، والحوار الهاديء، البناء، والتفهم ، والتسامح.
وأخيرًا أنت لازلت في سنتك الأولى وهذه مدة قصيرة جدًا، فأنتم لازلتم في مرحلة التعارف الحقيقي، وهذه تحتاج منك إلى تريث، وحكمة، وهدوء، وصبر، وتحمل، وانصات، واستيعاب، واحتواء، وتقدير للموقف، قدر المستطاع، لا التهور والاندفاع والعنف.
وإن عجزت عن حل المشكلة، فلا بأس أن تصطحب زوجتك إلى متخصص في الارشاد الزواجي يا عزيزي، حتى تستمتع بحياتك كلها مع زوجتك وليس علاقتك الحميمية فحسب، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
لا تحمل أحدهم فوق طاقته.. فكل إنسان لديه ما يكفي ويزيداقرأ أيضا:
عندما أصلي أشعر وكأنني أحتضر .. بم تنصحونني؟