بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 26 مايو 2021 - 08:40 م
الله تعالى غني عن عباده ونحن الفقراء إليه لكن وفي بعض الأحين يلجأ أحدنا لتأكيد كلامه إن كان معتقدًا صحة ما يقول مشبها قوله بأنه متأكد مثل تأكده من وجود الله مثلا.. وهذه الأمثال شائعة في كلامنا. أيضا يلجأ البعض لضرب مثل على مخلوق ثم يقول ولله المثل الأعلى فهل مثل هذه الأشياء تقع تحت النهي الوارد في قوله تعالى: "فلا تضربوا لله الأمثال..". وحينما نظر العلماء في هذا رأوا أنه مما يرجى ألا يؤاخذ به العبد إ الظاهر أنه لا بأس فيه وهو ليس داخلا في عموم النهي فإذا كان الشخص متيقناً لما ذكر، ويريد أن يؤكد للسامع الحقيقة، فقال هذا القول: الله واحد. فنرجو ألا يكون بهذا بأساً وهذا لا يشمله النهي الوارد في قوله تعالى: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ) [النحل:74].
معنى فلا تضربوا لله الأمثال: وقد ذكر المفسرون أن معنى الآية أي: لا تشبهوا بالله تعالى هذه الجمادات، لأنه واحد قادر (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11] وأن الآية جاءت في سياق قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل:73-74].أي: ويعبد هؤلاء المشركون أوثاناً لا تقدر على إنزال المطر من السماء، ولا إخراج النبات من الأرض، ولا تستطيع ذلك ولا تقدر عليه لو أرادت. فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبهوا له الأشياء، فإنه تعالى لا مثل له ولا نظير ولا شبيه (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أي: يعلم كل الحقائق، وأنتم لا تعلمون قدر عظمة الخالق سبحانه وتعالى. وبهذا يتبين لك أن الآية لا علاقة لها بما ذكرت من توكيد معنى مّا، وأنه ثابت مثل ثبوت الوحدانية لله تعالى.