تعرض أطفالنا لأزمات نفسية في الطفولة وإهمال علاجها لدى متخصص نفسي، لا يعني أنها اختفت، أو أنها أصبحت أثرًا من بعد عين في لمحة عين.
إذ أنه وبحسب الاختصاصيين، هناك مشكلات نفسية وأزمات قد ترافق الأبناء منذ الطفولة وحتى المراهقة، وهي ما سنعرض له عبر السطور التالية، لتجنب إهمال علاجها في الطفولة وبلا تردد، أو تكاسل، أو إهمال:
أولًا: اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
فهذا الاضطراب قد تظهر أعراضه على طفلك في سن الرابعة، ولا يتم الانتباه له، ثم يشتد ويظهر بوضوح عند سن المراهقة بسبب الخوف من مرحلة الدراسة الثانوية، إذ أنه وبحسب الدراسات فإن 9 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 17 عامًا يصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وهناك نوعان من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، هما النوع مفرط النشاط، الذي يواجه بسببه المراهق صعوبة في الجلوس، ولا يمكنه التوقف عن الكلام، لكنه يكافح لإنجاز ما تم تكليفه به، ونوع آخر هو النوع الغافل، وفيه يفتقر المراهق إلى التركيز ويسهل تشتيت انتباهه، ويسهل فشله، وربما يكون ذكيًا، لذا فكلما تم الانتباه من قبل الوالدين مبكرًا للأمر أمكن مساعدة الطفل أو المراهق، فمنهم من يتحول من طفل مشتت الانتباه ضعيف التحصيل، أو فاشل، إلى آخر مبدع.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ثانيًا: الاكتئاب والقلق
فإصابة الطفل بالاكتئاب يحتاج إلى يقظة ووعي من الوالدين، فالطفل لا يشتكي، ولكن أعراض مثل اضطراب الشهية للطعام، واضطراب النوم، والصمت، والحزن، والانسحاب، وتفضيل العزلة، كلها تشير إلى إصابة طفلك بالاكتئاب، فبحسب الدراسات هناك 8 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا يعانون من الاكتئاب، والفتيات أكثر عرضة له من الأولاد، وهو اضطراب نفسي يؤثر على حياة المراهق الاجتماعية أو الأكاديمية.
وكذلك الحال مع القلق المرضي، فبحسب الدراسات هناك 8 % من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا، يعانون من اضطراب القلق، الذي يضعف تواصلهم الاجتماعي، ويسوء تحصيلهم الدراسي.
فالطفل الذي يعاني من اضطراب القلق المرضي، ستجده قلقًا من الأقران، الدراسة، المدرسة، المدرسين، الامتحان، ويمتد معه حتى المراهقة فيصبح في معاناة من عدم قبول الآخر له، ومن هويته، فيمتنع عن مغادرة البيت، والاحتكاك بالعالم خارجه، وينعزل عن المناسبات الاجتماعية، وينعزل داخل الفصل.
ومن الممكن معالجة الأمر منذ الطفولة بواسطة جلسات العلاج النفسي مع متخصص، ولو فات الوقت وأصبح الطفل مراهقًا بدون علاج، فيمكن تكثيف هذه الجلسات، وتعلم كيفية التحكم في أعراض القلق المرضي، ومواجهة مخاوفه مع الاختصاصي.
ثالثًا: اضطرابات الاكل
وينتشر هذا الاضطراب سواء كان فقدان الشهية أو الشره المرضي، في الإناث أكثر منه في الذكور، بسبب سوء العلاقة مع الجسد وعدم الثقة في النفس، وهناك بحسب الدراسات بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا، يعاني ما يقرب من 2.7 % من اضطرابات الأكل.
رابعًا: العناد الشارد
ربما يمكن فهم هذا المسمى الطبي النفسي للحالة إذا ما رأيت مراهقًا حقودًا، عدائي، لفظيًا وجسديًا، إذ أنه هذا المراهق كان طفلًا يعاني من اضطراب العناد الشارد هذا في المرحلة الابتدائية، بسبب تربية عنيفة أو مهملة، سيئة، وتم إهمال علاجه، وبالطبع فالطفولة الصحية التي تتم بفضل تربية وعلاقات صحية وسوية تجعل حدة العناد هذه في وضعها الطبيعي، وليس بشكل مرضي في شكل اضطراب نفسي.
لذا، ستجد هذا المراهق على الرغم من سوء ألفاظه وعنفه الجسدي، وعدائيته، يبذل جهده للحفاظ على علاقات آمنة حتى لا يبقى وحده.
ومن الممكن بالطبع علاج هذا الاضطراب لدى الطفل، والمراهق، بواسطة متخصص نفسي، إلا أن العلاج سيشمل على الأغلب برامج تدريبية للأبوين، لدعم الابن، سواء كان طفلًا أو مراهقًا.
اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟