عندما يخاف البشر من القيام بشيء ما، فإننا عادة نجند الحيوانات للقيام بذلك، وعادة ما يتم اختبار الأدوية الجديدة واللقاحات على الفئران والجرذان قبل تجربتها والسماح للبشر باستخدامها، وكما هو الحال أيضًا بالنسبة لمستحضرات التجميل وحتى السجائر الإلكترونية، حتى وصل الأمر إلى إرسال الحيوانات إلى الفضاء.

قردا السنجاب "بيكر" و"أبل"

قبل 62 عامًا وتحديدًا في 28 مايو 1959، صعد قردا السنجاب "بيكر"، و"أبل" إلى الفضاء، على متن صاروخ باليستي تم إطلاقه من مركز الإطلاق التابع لوكالة "ناسا" في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا.

حلق القردان مسافة 300 ميل في الفضاء خلال رحلة استغرقت 16 دقيقة فوق الغلاف الجوي. وعندما عادا أصبحا من المشاهير حتى أنهما ظهرا على غلاف مجلة LIFE.

لكنهما لم يكونا أول قردين يذهبان إلى الفضاء على الإطلاق، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة أول قرد إلى الفضاء، عام 1948، من نوع ريسوس ويدعى "ألبرت"، إلا أنه مات اختناقًا خلال رحلة 63 كلم إلى الفضاء على متن صاروخ "V2".

ورافق القردان فطريات وعينات من دم الإنسان وبصل وخردل وبذور ذرة وبيض قنفذ البحر وحيوانات منوية، حيث كان يأمل العلماء في دراسة كيفية ارتباط هذه المواد بالتغير في الارتفاع وضغط الهواء، فق صحيفة "ديلي ستار".

توفي "أبل" بعد يومين فقط من الرحلة بسبب فشل في القلب، وهو الآن معروض في المتحف الوطني للطيران والفضاء في ألاباما. بينما تزوج "بيكر" وعاش حتى سن 27 عامًا، وأصبح أقدم قرد سنجاب على قيد الحياة يصعد إلى الفضاء.

الكلبة الضالة "لايكا"

لم تكن الكلبة الروسية "لايكا" - وهي كلبة ضالة - أول كلب يصعد إلى الفضاء، لكنها كانت أول حيوان يدور حول الأرض. غير أنها توفيت خلال رحلتها على مركبة الفضاء "سبوتنيك 2" في عام 1957.

"فيليسيت" القطة الأولى في الفضاء

"فيليسيت" هي أول قطة ترسل إلى الفضاء الخارجي. حيث أطلقت في 18 أكتوبر عام 1963، في بعثة تابعة للحكومة الفرنسية، وهي القطة الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة بعد إرسالها إلى الفضاء؛ حيث أمضت 13 دقيقة بعد إطلاقها من مركز فضاء في الجزائر، قبل أن تعود إلى الوطن بالمظلة.

وأصبحت "فيليسيت" من المشاهير عند عودتها، وتم تصميم طوابع باسمها تم توزيعها في جميع أنحاء المستعمرات الفرنسية، لكن العلماء الفرنسيين قتلوها بعد شهرين فقط حتى يمكن إجراء تشريح لدماغها.

في عام 2019 ، تم الكشف عن تمثال لـ "فيليسيت" في جامعة الفضاء الدولية في ستراسبورج.

كائنات دقيقة وحشرات في مهمة إلى الفضاء

بحلول أواخر الستينيات من القرن الماضي، تم نقل الكائنات الحية الدقيقة والحشرات والمخلوقات الدقيقة الأخرى إلى الفضاء قبل. وأجرى القمر الصناعي الأمريكي 2، 13 "تجربة بيولوجية وإشعاعية عامة"، بما فيها بيض الضفدع ونباتاته على مدار 190 ميلًا من الأرض في عام 1967.
لكن الرحلة التي استغرقت 90 دقيقة توقفت عندما أجبرت المخاوف من حدوث عاصفة استوائية في موقع الهبوط العلماء على إنهائها. مع ذلك، شكلت خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال العلوم الحيوية.

بعد ذلك بوقت قصير، أخذ السوفييت عشرات الكائنات الحية في رحلات إلى الفضاء على الأقمار الصناعية الحيوية، بما في ذلك السلاحف والجرذان. وغني عن القول، أن القليل منهم عاد إلى المنزل في حالة جيدة.

عناكب إلى الفضاء

كانت الرحلة الأمريكية المسماة "سكايلاب 3" هي رحلة الفضاء الثانية التي يذهب فيها رواد فضاء إلى محطة الفضاء الأمريكية المسماة سكايلاب التي تستخدم كمعمل لإجراء تجارب في حالة انعدام الجاذبية. رافق ثلاثة رواد فضاء في الرحلة التي استغرقت 59 يومًا حديقة حيوانات صغيرة ضمت حيوانات مختلفة من بينها البعوض والفئران والعنكبوت. لكن تم قتل الحيوانات بعد 30 ساعة أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

غير أن اللافت للنظر أن تكوين شبكة العنكبوت في الفضاء تمت دراسته بعد أن قدم طلاب المدارس الثانوية أفكارًا للتجربة. وكانت العناكب قادرة على نسج خيوطها كما هو الحال على الأرض.

وفاة رواد المكوك ونجاة الديدان

ألهم برنامج مكوك الفضاء الذي أداره الأمريكيون من 1981 إلى 2011، جيلًا من المتعصبين للفضاء الذين أصبحوا مهتمين بالاستكشاف خارج الغلاف الجوي للأرض.
نادرًا ما كانت رحلاتهم تأخذ الحيوانات، حيث بدأ نشطاء حقوق الإنسان في شن حملة ضد التجارب المميتة. لكن الرحلة الأخيرة المأساوية التي قام بها مكوك الفضاء كولومبيا في عام 2003 شهدت اصطحاب ديدان وعناكب ونحل ونمل وحتى أسماك أرز يابانية.

وكانت الرحلة التي استغرقت 15 يومًا ناجحة حتى تحطم المكوك أثناء العودة إلى الغلاف الجوي، مما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم السبعة الموجودين على متنه على الفور.

كان يُعتقد أن جميع الحيوانات قد ماتت أيضًا. لكن بعد أسابيع، تم العثور على ديدان من الرحلة لا تزال حية في الأنقاض، التي تم انتشالها عبر مئات الأميال في شرقي ولاية تكساس.