أرسل أحدهم يسأل عن قبول دعاء السارق، وهل يقبل الله دعاءً من شخص يعلم أنه يسرق، وأن ماله بناه من الحرام؟

الجواب:

ارتكاب  الذنوب ديدن ولد آدم، لكن الأهم التوبة والعودة عن هذا الذنب مهما كان، فالسرقة ذنب عظيم لاشك، وهي من كبائر الذنوب، والواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من هذا الذنب الشنيع، ولكن يؤكد العلماء أنه لا يمكن أن تكتمل توبتك وتكون مقبولة إلا برد الحق لمستحقه، فعليك أن ترجع هذا المال إلى من سرقته منه، ولا يشترط إعلامه بما حصل، بل المقصود أن ترد إليه ذلك المال بأي وجه، لكن أيضًا عليك أن تعلم جيدًا أن أكل المال الحرام من أهم أسباب عدم استجابة الدعاء، وبالتالي عليك إن كنت حريصًا على استجابة الله دعاءك أن تبادر بالتوبة النصوح، وترد الحق لمستحقه.

اقرأ أيضا:

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

فأنى يستجاب له

السارق من الناس الذين لا يمكن أن يستجيب الله عز وجل لهم أبدًا، وذلك تأكيدًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي مطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام قال: «فأنى يستجاب له»، لكن التوبة مفتوحة أمام الجميع، ولا يغلق الله أبدًا بابها أمام أحد، فقط تعرف شروطها وتقبل عليها، بدءًا من الندم، إلى إرجاع الحق لأهله، ثم الاستغفار والصلاة، وبالتالي عدم اليأس، فإنها بإذن الله توبة مقبولة، لقوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ » (الزُّمر:53) وليعلم الجميع أن الله تعالى يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه، قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».

الواجب الحقيقي

فيجب عليك أن تدع السرقة، وأن تدعو بأن يتقبل الله توبتك، وألا تيأس من روح الله تعالى، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « قال الله عزوجل : يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة»، إذن التوبة مقبولة إن شاء الله، لكن عليك أولا برد الحقوق لأهلها.