التشهد.. تلك الكلمات التي نرددها جميعًا في نهاية الصلاة، لكن كثيرًا منا قد يقع في بعض معانيه، وربما بعض كلماته، فالتشهد هي التحية التي قدمها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل في رحلة الإسراء والمعراج، وهي تتضمن أيضًا رد التحية من الله عز وجل وملائكته إلى نبيه الأكرم عليه الصلاة والسلام.
وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يقولون التشهد في الصلاة، ويسلم بعضهم على بعض، ويذكرون أسماءً، فيقولون: السلام على جبريل السلام على ميكائيل، فسمعهم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعلمهم كيف يسلمون على الله داخل الصلاة، وأوضح لهم أن ألفاظ التشهد توقيفية، وأن يقولوا: «التحيات لله»: أي التعظيم كله لله، «والصلوات»: أي لله، وهو شامل لكل ما يطلق عليه صلاة شرعًا أو لغة.
ماذا يعني توقيفية؟
لكن ماذا يعني أن ألفاظ التشهد توقيفية؟.. أي أنها ثابتة ولا يجوز التغيير فيها أبدًا، كونها جزء من الصلاة، والثابت فيها هو ما أخرجه البخاري ومسلم وابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد، وكفي بين كفيه، كما يعلمني السورة من القرآن: «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين - فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض - أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله».
اقرأ أيضا:
من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟التسليم بعد التشهد
في الركعة الأخيرة من الصلاة يجب أن تضيف إلى ما فوق، الصلاة على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، ثم تسأل الله ما تشاء، أما إضافة (سيدنا) قبل اسمي النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، أو نبي الله إبراهيم عليه السلام فلم يوافق بها العلماء.. أما زيادة جملة «في العالمين» في الصلاة الإبراهيمية في قوله: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)، فإنها لم تثبت، وإنما ثبتت زيادتها في آخر الصلاة الإبراهيمية، كما في رواية أبي مسعود الأنصاري عند مسلم: (وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد).