كثير منا يبحث عن أمر ما يخلد ذكراه بعد موته، وربما القليل من هؤلاء هو من يفكر بطريقة صحيحة لتحقيق ذلك، خصوصًا أن تخليد الذكرى ليس بالسمعة مهما كانت، وإنما الأهم بما يدر على صاحبه البر والتقوى حتى وهو في القبر.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
هذه الأمور لا تقطع عمل ابن آدم من الدنيا حتى بعد وفاته، وأهمها الصدقة الجارية، فكيف يتم تحقيق ذلك؟.. هل بالضرورة يجب أن يكون هذا الإنسان غنيًا ليترك شيئًا ذا قيمة فيحسب له بعد مماته؟.. بالتأكيد لا، فأقل القليل يكفي، ولكن الأهم النية، وأن يكون الأمر كله لله وفقط.
أقل القليل
بأقل القليل عزيزي المسلم، تستطيع أن تخلد ذكراك على الوجه الصحيح بعد مماتك، ومن ذلك:
1- اترك نسخة للقرآن في أي مسجد.
٢- تبرع بكرسي متحرك في أي مشفى.
٣- شارك في بناء مسجد ولو بمبلغ زهيد.
٤-ضع مبرد ماء في أي مكان عام.
٥-ازرع شجرة ولك أجر من استظل بها.
إذن الأمر لا يشترط المال الكثير، وإنما يشترط النية الصافية الخالصة لله عز وجل، أيضًا من الأعمال التي ترفع ثواب الميت بعد وفاته، حماية دور المسلمين من اي اعتداء، وهو عمل الشرطة والجيش الآن، ففي صحيح مسلم من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإنْ مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه وأَمن الفتان»، أي أنه في قبره ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن بإذن الله من فتنة القبر.
الصدقة عن المتوفى
أما إذا مات ابن آدم، وأراد ولده أن يتصدقه عنه فهو أمر لا غبار عليه، بل ومطلوب من كل ابن صالح أن يفعل ذلك، فإن الصحيح عند أهل العلم أن الصدقة عن الميت مطلوبة ويصل إليه ثوابها إن شاء الله تعالى، بدليل الحديث المتفق عليه: أن رجلاً أتى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وقال: إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم».
اقرأ أيضا:
تقوى الله والخوف منه الوجه الآخر لاستشعار معية الله وأعظم ثماره