لا ينبغي للمؤمن أن يغفل عن قلبه أبدا فالقلب هو الأساس والأصل الذي يتفرع عنه كل شيء وبصلاحه يصلح الجسد وبفساده يفسد الجسد قال رسول الله: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».
وحينما يشعر الإنسان بأنه أسير المعصية وأن الدنيا كلها ضده وأنه غير مبارَك له في شيء ويشعر بالضيق والحزن والكآبة لابد أن يراجع إيمانه وعلاقته بربه وليعلم أن أبواب الله تعالى لا تُغلق وأنه تعالى يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات.

نصائح لإصلاح النفس:
ومن كان هذا حاله وريد أن يتبرأ مما يصنع ويقبل على الله من جديد ليفوز بسعادتي الدنيا والاخرة فعليه بعدة أمور، تنصح بها اللجنة العلمية لإسلام ويب منها:
-الدعاء، وكثرة التضرع إلى الله -سبحانه- في كل ما تبتغي من مصالح دينك ودنياك، فالله -سبحانه- قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
- عليك بالصبر، والاجتهاد في كبح جماح النفس، وزجرها عن الاسترسال مع هواها، قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات41:40}.
- عليك أن تستحضر خطورة التفريط في الصلاة، وحرمة الاستمناء والأضرار العظيمة المترتبة عليه، وكذلك خطورة مشاهدة الأفلام الإباحية. وما يترتب على المعاصي عموما من هموم النفس وغمومها، وكونها قد تكون سببا للحرمان من التوفيق، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن للسيئة: سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، وضيقاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق. وقال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله -عز وجل- فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
- الإقبال على التوبة بصدق، فإن علم الله الصدق في قلبك، وفقك لكل خير، قال تعالى: طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}.
-أيضا تنصح بالحرص على الاستقامة على الطاعة؛ فالحسنات يستنير بها القلب فيثمر خيرًا، فالشاهد من كلام ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق قوله: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق.
-الحرص على صحبة الأخيار، وملء فراغك بما ينفع من أمر الدين والدنيا، والحذر من صحبة الأشرار، فالصديق يؤثر على صديقه سلبًا وإيجابًا.