استعاذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجبن، فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» .
ويكفيك أن يقال في وصف الجبان، إن أحس بعصفور طار فؤاده، وإن طنت بعوضة طال سهاده، يفزع من صرير الباب، ويفلق من طنين الذباب، إن نظر إليه شزرا أغمي عليه شهرا يحسب خفوق الرياح قعقعة الرماح.
فنعوذ بالله مما استعاذ منه سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت في عن الجبن حكايات وطرائف كثيرة ذكرتها كتب الأدب منها:
1-خرج المعتصم يوما إلى بعض متصيداته، فظهر له أسد، فقال لرجل من أصحابه أعجبه قوامه وسلاحه وتمام خلقه. أفيك خير يا رجل؟ قال: لا، فضحك المعتصم، وقال: قبح الله الجبان.
2- ورأى الإسكندر سميّا له لا يزال ينهزم، فقال له يا رجل: إما أن تغير فعلك، وإما أن تغير اسمك.
3- ووقع في بعض العساكر ضجّة، فوثب رجل من خراسان إلى دابته ليلجمها، فجعل اللجام في الذيل من الدهش، وقال يخاطب الفرس: هب جبهتك عرضت، فناصيتك كيف طالت.
4- وخرج قائد يقال له أسلم بن زرعة الكلابي في ألفين لمحاربة أبي بلال مرداس الخارجي، وكان مرداس في أربعين، فانهزم أسلم منه، فلاموه على ذلك، وذمّه عبد الله بن أبي زياد، فقال: لأن يذمني ابن أبي زياد حيا أحب إلي من أن يمدحني ميتا.
وكان أسلم بعد ذلك إذا خرج إلى السوق ومرّ بصبيان صاحوا به أبو بلال وراءك، فكبر ذلك عليه، فشكاهم إلى ابن أبي زياد، فأمر صاحب الشرطة أن يكفهم عنه.
اظهار أخبار متعلقة