تلجأ بعض الفتيات وخاصة في سن المراهقة لبعض الوسائل التي يحاولن تجاوز بها هذه المرحلة دون مشكلات تذكر .. ومن هذه الوسائل التصورات والتخييلات حيث تجلس مع نفسها وتتخيل زوجها أو خطيبها ويدور بينها وبينه حديث من نوع خاص وتظل هكذا تعيش في الوهم وتستمتع بما يمكن أن يحدث مستقبلا لكنها تفعل هذا حتى لا تقع في معصية أو تتطور في مصاحبة إنسان أو تقع فريسة للشيطان.
من جانبهم يوضح خبراء التربية أهمية هذه المرحلة سواء للبنات أو البنين، مبينين أن التخيلات وإن كانت أقل ضررا فإنها ومع استمرار الوقت قد تؤدي إلى مشكلات نفسية لمن اعتادها وربما ساقتهم إلى أمور كثيرة.
ولذا فتعد التخيلات من جنس أحلام اليقظة، وأن الأصل عدم المؤاخذة بحديث نفس، إن لم يترتب عليه قول، أو عمل، وأرشدنا إلى الاجتهاد في دفع هذه التخيلات والخواطر؛ لأن الاسترسال معها قد يترتب عليه من العواقب ما لا يحمد.
وينصح خبراء التربية من اعتد هذا بأمرين مهمين: أولهما: شغل وقتك بما ينفعك في دِينك ودنياك من العلم النافع، والعمل الصالح، والتعاون مع النساء الصالحات في كل ما يخدم الأمة؛ فالوقت أغلى من أن يضيعه المسلم فيما لا طائل من ورائه، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
ثانيهما: البحث عن سبيل للزواج، بكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح؛ فالدعاء من أفضل ما يحقق به المطلوب.
والله سبحانه قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ويمكنك الاستعانة -أيضًا- بالثقات من أقربائك وصديقاتك؛ فالمرأة يجوز لها شرعًا البحث عن الزوج الصالح.
كما أنه ينبغي التأكيد على أن من لكانت له غاية عظيمة في حياته يسعى لتحقيقها فإنه قل أن تعسر في خطواته ويأخذه الشيطان إلى هذه المهاوي بخلاف من يترك نفسه والفراغ والشيطان فإن هذا يكون وسيلة سهلة للغاوية كما أن التخيلات تجره في معظم الأحيان لارتكاب المعاصي، يقول ابن القيم: وأما الخطرات فشأنها أصعب فأنها مبدأ الخير والشر ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم فمن راعي خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات.