أصبحت العلاقات الإجتماعية في عصرنا الحالية معتمدة على وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير، فعند الوفاة يكتفى الناس بوضع وجه حزين ودامع لأصحاب المصاب الجلل مع كلمات تعزية ثم غلق الصفحة، وكذلك الحال في كل المناسبات، والأحداث، والمواقف التي يمر بها الناس في حياتهم، فهل هذه هي الصورة الجيدة والصحية للعلاقات الاجتماعية؟!
طبقا لما نشره (Sherry Turkle, 2012) فإن وسائل التواصل تشكل إغواءًا شديدًا لمستخدميها، إذ أنها تعطي وهم الصحبة، دون مطالب الصداقة.
وبالتأكيد فإن وسائل التواصل كان لها أثر كبير على كيفية تواصل الناس على شبكات التواصل, كما أثرت على نوعية التواصل، وعلى الصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية.
وبحسب الاختصاصيين، هناك العديد من المسارات التي يمكن من خلالها أن نفهم كيف أثرت وسائل التواصل على نوعية العلاقات الاجتماعية وعلى الصحة النفسية نذكر منها :
1 – فقدان الخصوصية
فالتواصل عبر فيس بوك، انستجرام على سبيل المثال، يكون مشهودًا من الناس كلهم، وبذا يكون قد خرج عن نطاق الخصوصية.
2 – الخوف من الفقد
فالعلاقة على وسائل التواصل تنتهي في لحظة بعمل "مسح" أو "إغلاق" (Delete or Block)، ومما لا شك فيه ان هذا التهديد المستمر والمحتمل لا يمكن أن تقوم عليه علاقات مستقرة وآمنة.
3 – المقارنة
فالشخص يقارن نفسه بمن حوله, ومن ثم ينتج عن هذا الشعور بالدونية وانخفاض التقدير للذات نتيجة لتشوه الصورة الذاتية لعدم وجود ما لدى الآخرين من رفاهية، وأحداث سعيدة، وحياة مبهجة، ونجاحات، وإنجازات، والحقيقية أن كل الناس لديهم جوانب جيدة ومبهجة وأخرى سيئة ومحزنة في حياتهم، إلا أن مستخدمي وسائل التواصل يميلون لإظهار الجانب المضئ في حياتهم، ويخفون ما عداه.
4 – العلاقات العاطفية والزوجية
حطم "فيس بوك" بحسب الدراسات زيجات كثيرة، وعلاقات عاطفية بين الجنسين نتيجة لعوامل الغيرة والشك واتهامات الخيانة من خلال ظهور طرف ثالث يهدد حصرية العلاقة, قد يكون حبًا قديمًا، أو زواجًا سابقًا ، أو علاقة سرية، أو حتى إعجابًا عابرًا, حقيقيًا أو متخيلًا.
فضلًا عن إتاحة الفرصة بشكل واسع للخيانات العاطفية والزوجية بدون رادع ولا حسيب، وإن لم يكن أي شئ من ذلك، فيكفي هدر الأوقات لساعات طويلة وبشكل غير متزن مع وسائل التواصل لهدم العلاقات سواء كانت عاطفية في فترة الخطوبة، أو زوجية.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟