للزوجة حقوق على الزوج، كإطعامها وشربها ولبسها، فضلاً عن حسن معاملتها ومعاشرتها، لكن أيضًا هناك حقوق يجهلها الكثير من الأزواج للأسف، وهي حسن معاشرة أهلها، ورفع الظلم عنها أمام أهله، إن وقع..
كثير من الزوجات تراهن يشتكين أن أهل الزوجة يغتبنها، ويصفنها بالعديد من الصفات السيئة التي ليست بها، وهنا إذا ذكرت الزوجة بمثل هذه الصفات أمام الزوج من أقاربه وأهله، عليه أن يرد ذلك عنها من فوره، بل ويدافع عنها باستماتة، لأنها منه وإليه، وتحمل اسمه، وشرفه، فضلا عن كونها أم أولاده، فقد روى البخاري عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، وإذا كانت نصرة المظلوم مطلوبة في حق عامة المسلمين، ففي حق الزوجة أولى.
مداخل الشيطان
الشيطان إنما يستغل العلاقات بين الأزواج لتخريبها، بل أن أفضل أعمال زبانية إبليس هي التفريق بين الزوجين، وبالتالي فهو يستغل أي فرصة لبث العداوة بين الزوجة وأهل زوجها، والعكس، بين الزوج وأهل زوجته، لأنه يسعى جاهدًا للتفريق بينهما بأي شكل من الأشكال، ومن هنا تبدأ الخلافات والتي قد تنتهي بالانفصال نهائيًا، لذا على الجميع أن يحذر من ذلك، فالمولى عز وجل يقول: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال:46).
وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة.. لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».
اقرأ أيضا:
من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟الحياة أكبر
الحياة أكبر بكثير من المشاكل الصغيرة التي قد تحول حياة الزوجين إلى جحيم لا يطاق، وعشرة لا يتصورها أحد.. وبالتالي لابد من بعض التنازلات من الطرفين ليكون الملتقى في منتصف الطريق، فإن التنازلات والتعايش والتأقلم والتعاون على الأجزاء المتفق فيها، والحرص كذلك على الوفاق، يوصل إلى التآلف، وهو الأمر الذي يدعو إليه الإسلام، ويحث عليه دائمًا أبدًا.. فليكن الهدف الحقيقي لكلا الزوجين، هو المحافظة على استقرار الحياة الزوجية مهما كانت الخلافات، وبعيدًا عن أي ما يعكر صفوها، وخصوصًا الرجل، باعتباره هو المسئول عليه ألا يظلم زوجته، وأن يمنع أي قيل وقال عليها، حتى لا يزداد ولا يستطيع أن يوقفه، فتكون النتيجة دمار وخراب لهذه الحياة الزوجية للأبد.