ما حكم تقبيل المتوفى من رأسه وقول سنتقابل في الفردوس الأعلى؟.. "الإفتاء" تجيب
وأضاف شلبي، عبر فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، أن مسألة أن يقول الإنسان "سنتقابل في الفردوس الأعلى إن شاء الله"، فهذا كأنه على سبيل الإفراج وعلى سبيل الدعاء، فلا مانع من ذلك أيضا، ويجوز للإنسان ان يقول ذلك.
وكان سؤال سابق قد تلقاه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، من سائل يقول:" كيف نعرف حال الميت في الآخرة؟ وهل رؤياه في المنام دليل على حاله في الآخرة؟".
وقال أمين الفتوى إن رؤية الميت في المنام من تكون المبشرات.
وأضاف وسام، عبر فيديو إحدى حلقات البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أنه إذا رأى الانسان في حال حسن فهذا يستدعي شكر الله-سبحانه وتعالى-وأن يعمل له الخير أكثر وأكثر حتى يرتقي في المنازل والدرجات عند الله-سبحانه وتعالى-.
وأوضح أمين الفتوى أن العكس صحيح أيضَا، فإذا رأي الانسان الميت في حاله سيئة فيجب علينا أن نعمل له الأعمال الصالحة وأن نتصدق عنه ونقرأ له القرآن ونهب له الثواب لأن هذا ينفعه عند الله-سبحانه وتعالى-ويكون سببًا في التجاوز عنه بإذن الله.
ما هي الطريقة الصحيحة في إدخال الميت القبر؟
لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا التساؤل بالقول : اختلف الفقهاء في شأن ذلك على أربعة أقوال:القول الأول : يرى أصحابه أن أول ما ينزل من الميت فى القبر رأسه , وهو أصح القولين عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة . دليلهم : ما رواه أَبُو دَاوُد عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ - رضى الله عنه - {أَدْخَلَ الْمَيِّتَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَى الْقَبْرَ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ السُّنَّةِ}.
اللجنة استدلت خلال الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " بالقول وجه الدلالة من الحديث : أن الحديث له حكم الرفع ؛ لأن قول الصحابى – رضى الله عنه : " إن هذا من السنة له حكم المرفوع" فكأنه يقول: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- فعل هذا. وقد بيّن الحديث أن الميت ينزل فى القبر برأسه من مؤخرة القبر ، وهو المقصود بقوله : (مِنْ قِبَلِ رِجْلَى الْقَبْرَ) ثم يُذهب برأسه إلى موضع الرأس، وتبقى رجلاه فى موضع الرجلين، لكن أول ما ينزل من الميت فى القبر رأسه.
الطريقة الصحيحة لإدخال الميت القبر
أما القول الثاني الذي تحدث عنه الفقهاء بحسب فتوي اللجنة : فيرى أصحابه أن أول ما ينزل من الميت فى القبر رجلاه وهو أحد القولين للإمام الشافعى دليلهم : أن النبى - صلى الله عليه وسلم- " أدخل القبر من جهة رأسه " رواه البيهقى .وجه الدلالة من الحديث : قد بيّن الحديث أن الميت ينزل فى القبر برجليه من قبل رأس القبر لا مؤخرته ، فإذا كان الميت سوف يدخل من قبل رأس القبر، فأول ما سوف ينزل إلى القبر رجلاه، وهذا القول على عكس القول الأول . وقد نوقش هذا الحديث بأنه ضعيف.
ثالث الأقوال فيما يتعلق بالطريقة الصحيحة لإدخال الميت القبر فيرى أصحابه أن الميت يدخل من قبل القبلة معترضًا ، يعني: يؤتى بجنازته من جهة القبلة، لا من مؤخرة القبر، ولا من قبِل رأسه بحيث يكون الميت بين القبر وبين القبلة، ثم يوضع فى القبر معترضاً, وليس يسل سلاً كما فى القول الأول والثاني، وهو مذهب أبى حنيفة –رحمه الله - . دليلهم : ما روى عن ابن عباس –رضى الله عنهما - : أن النبى - صلى الله عليه وسلم- " أدخل قبره من جهة القبلة معترضًا" وقد نوقش هذا الحديث أيضًا بأنه ضعيف.
القول الرابع هنا بحسب الفتوي : يرى أصحابه أن الأمر فيه سعة ، فإذا أدخل الميت من أى جهة جاز , إن شاءوا أدخلوه من جهة الرجلين، وإن شاءوا أدخلوه من جهة الرأس، وإن شاءوا أدخلوه من جهة القبلة، وإن شاءوا من أى جهة أخرى جاز ذلك.وهو مذهب المالكية، والمنصوص عند الحنابلة، ومذهب ابن حزم .
وأشارت اللجنة الي ان الراجح بين هذه القول ما اعتاده أهل البلد أو القرية طالما أن ما هم عليه لم يخرج عن واحد من الآراء السابقة، فالأمر فيه سعة، والمسألة ليس فيها نص صريح صحيح يجب الرجوع إليه، وإنما فيها فعل صحابي، وقال:" إنه من السنة"، وهناك ما يعارضه، فأى شيء فعله من تلك الأقوال أجزأه .
وفي هذا السياق قال ابن حزم – رحمه الله - : " ويدخل الميت القبر كيف أمكن، إما من القبلة، أو من دبر القبلة، أو من قبل رأسه أو من قبل رجليه، إذ لا نص فى شيء من ذلك. " انتهى. وهو ما اختاره الصنعانى فى سبل السلام فقال بعد أن ذكر هذه الأقوال :" فيستفاد من المجموع أنه فعل مخير فيه"
