ذكر في بعض الأخبار عن النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليوم القيامة مائة ألف هول كل هول أعظم من الموت مائة ألف مرة).
يقول أحد الواعظين فاندم يا مسكين على ما صنعت وفات وأصلح بالتوبة النصوح ما هو آت من قبل أن تأتي يوم لا مرد له من الله ليس للظالمين من نصير ولا للعاصين من مجير ولا لأحد من ملجأ ولا نكير.
الجبابرة في الحشر كالذر
وقد روي أن الجبابرة يحشرون يوم القيامة على صورة الذر أصغر الناس خلقة لتجبرهم على العباد في الدنيا قد صارت العزة للغني الحميد ولزمت الذلة كل جبار عنيد وشيطان مريد قد ترادفت عليهم الهموم والأهوال وظهرت لهم العقوبات والأنكال وندم كل مذنب بطال فحينئذ لا حيلة لمحتال في يوم لا بيع فيه ولا خلال.
الأمن والخوف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله تبارك وتعالى إذا خافني عبدي في الدنيا آمنته يوم القيامة وإذا آمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة).
اقرأ أيضا:
الجنازة تتكلم وهي محمولة على الأعناق.. ماذا تقول؟مواعظ بليغة:
1-فإذا انشقت السموات بلغت القلوب الحناجر وأيقن كل عبد وأمة أنه قادم على ما عمل في الظواهر والسرائر إذا انشقت السماوات عظمت المصائب وكثرت النوائب وندم العبد على ما فرط في الدنيا وضيع من الثواب والرغائب.
2- فإذا انشقت السماوات عظمت الرزيات وكثرت الآفات وظهر العذاب وحلت العقوبات وأظهر الله مخبآت السريرات وندم العبد المغرور على ما أذنب في الأيام والأوقات وما جنى في الشهور والساعات.
3- فإذا انشقت السماوات كثرت الأحزان وبرزت النيران وأزلفت الجنان وندم العاصي على ما عمل من العصيان وعلى ما فرط فيه من طاعة الرحمن فانتبهوا لهذه الأهوال يا معشر الأخوان يا أهل الإسلام والإيمان فإن الهول والله عظيم والخطب كبير جسيم.
ملائكة سماء الدنيا
فإذا انشقت السماوات وتقطعت ونزلت الملائكة بأجمعها فإذا نزلت ملائكة سماء الدنيا فزع منهم أهل الأرض وظنوا أنهم قد أمر فيهم بأمر فتقول لهم ملائكة سماء الدنيا لا تجزعوا منا فإنا نخاف من الذي تخافون وتكون ملائكة سماء الدنيا أكثر من أهل الأرض إنسها وجنها وأنعامها وطيرها ووحشها وجميع ما خلق برها وبحرها سبعين ضعفا فتبقى العباد يموج بعضهم في بعض.
ملائكة السماء الثانية
ثم تنزل ملائكة السماء الثانية وهم أكثر عددا وأعظم خلقا ممن اجتمع في الأرض سبعين ضعفا فتجزع منهم ملائكة سماء الدنيا وجميع من في الأرض فيقولون لهم لا تجزعوا نحن مشغولون بأنفسنا ونخاف مما تخافون منه
فلا تزال ملائكة كل سماء تنزل ويجزع منهم جميع من سبقهم ويكون أهل كل سماء أكثر وأعظم ممن سبقهم سبعين ضعفا
وكأن أهل كل سماء في صف واحد على حدة كل واحد منهم قد شغل بنفسه من عظيم ما يرى وما يبدو له.