نمر عليهم في الراحة والعودة، نراهم يلعبون الكرة أو بـ(البلي)، أو حتى بالطائرة الورقية، ورغم الضجة التي يفعلونها، إلا أننا نمر عليهم ولا كأنهم موجودين، لا نشعر بهم البتة، ولا نلقي عليهم السلام، بل ربما لو أحدهم ألقى عليهم السلام يومًا لاستغربنا من حاله، مع أن هناك من كان يلقي عليهم السلام دائمًا، ولا يتردد في ذلك، على الرغم من أنه خير الأنام وخير البشر كلهم وخاتم النبيين والمرسلين، هو محمد صلى الله عليه وسلم.
فعن أنس رضي الله عنه، « انتهى إلينا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وأنا غلام في الغلمان فسلم علينا فأرسلني في حاجة وجلس في الطريق ينتظرني حتى رجعت».. الله على هذا المعنى الجميل.. رسول الله خير الأنام صلى الله عليه وسلم، ينتظر غلاما أرسله في حاجة، بل أن سيدنا أنس رضي الله عنه كان إذا مر على صبيان يسلم عليهم وحين سئل عن ذلك، قال: إن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يفعله أي كان يسلم على الصبيان.
من السنن المهجورة
إذن لاشك فإن إلقاء السلام على الصبيان في الشارع باتت من السنن الكثيرة المهجورة، والتي أصبحنا في أشد الحاجة لإعادتها، وأهميتها هنا تأتي من أننا نعلم أطفالنا منذ الصغر على أهمية السلام، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، فيكبرون بهذه الأخلاق العظيمة، فنكون بذلك أنشأنا جيلا جديدا يعي مبادئ الإسلام جيدًا، فرغم اشتغال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بأمور الجهاد والدعوة والعبادة وأمور الناس إلا أنه كان يلاطف أطفال الصحابة، ويدخل السرور عليهم ، ويسأل الطفل عن طائره.
عن أنس رضي الله عنه قال: « كان لي أخ يقال له أبو عمير وله طائر صغير فمات، كان إذا جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا عمير ، «ما فعل النُغير» (طائر صغير».
اقرأ أيضا:
ازهد في الدنيا وتعلق بالآخرة.. وليكن الإيثار طريقك لمرضاة الله والتخفف من أعباء الحياةالرحمة مع الغلمان
السلام على الغلمان، إنما هي أحد أنواع الرحمة التي كان يتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصبيان والغلمان، بل أنه كان رحيمًا بهم حتى لو لم يكن مسلمًا، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : « كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له : أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال : أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار».