مرحبًا بك يا عزيزتي..
خيرًا فعل خطيبك أن سألك الآن عن هذه الأمور التي من الواضح أنها تشغل تفكيره.
فأسالته هذه - التي هي ليست من حقه- توضح طريقة تفكيره، ومن حقك أن تتوجسي، وأن تتخذي قرارًا بالاستمرار من عدمه في إكمال هذه الزيجة.
من المهم أن تستوضحي منه عن طريقة ادارتكم المالية التي يراها لحياتكم وبيتكم بعد الزواج من الآن، فالتعاون بين الزوجين من علامات صحة العلاقة الزوجية، سواء كان هذا التعاون داخل البيت أو خارجه وبرضى من كل منهما واتفاق واحترام، إلا أن الأمر ليس هكذا دائمًا، إذ كثيرًا ما تتعرض النساء للإستغلال المادي من قبل أزواجهن، في حال ارتباطهن بشخصيات لا تتمتع بالسواء النفسي، والأخلاقي.
لذا لابد من استغلال فترة الخطوبة هذه في التأكد من قدر سواؤه النفسي والاخلاقي يا عزيزتي.
فالاستغلال المادي بين الأزواج، أصبح شائع، ويحدث بأن يحاول الزوج المستغل السيطرة على الشؤون المالية أو الحسابات الخاصة بزوجته، بحيث لا تصبح لديها سيطرة على أموالها، وقد يستغل هذا الأمر للضغط عليها لإبقاء العلاقة وعدم الانفصال، وقد يصاحب هذا الاستغلال اساءات نفسية أو جسدية أو كلاهما، فتصبح الضحية غير قادرة على اتخاذ قرار الطلاق للفكاك من هذه العلاقة المؤذية، ويحرص الزوج المستغل على إشعار زوجته أنها لن تستطيع تحمل تكاليف الحياة بدونه، وأنها قد تفقد أموالها في حالة الانفصال، وهو ما يصعب عليها هذا القرار.
وتتنوع استراتيجات الأزواج المستغلين ماديًا، فبعضهم يبدأ مبكرًا ومنذ فترة الخطوبة، بالتمهيد للأمر، وبعضهم ينتظر حتى إتمام الزفاف، ولا يظهر الأمرعادة دفعة واحدة أو بصورة فجة، بل يحدث تدريجيًا، ويستفحل عندما تمنح الزوجة لزوجها الثقة العمياء فتعطيه كلمة السر الخاصة بحسابها وكروتها البنكية، وحق السحب من أموالها، ويكون هذا إما بحسن نية منها، أو بسبب إلحاحه الدائم على ذلك من أجل تسهيل أمور الحياة، إذ يقنعها مثلًا بأنه يفعل ذلك كخدمة لها، وأن هذا نابع من حبه لها وللأسرة، حتى لا تتكبد عناء الذهاب إلى البنك والتعامل مع الموظفين، فيحصل على تفاصيل حسابها البنكي أو قد يقنعها بعمل توكيل عام للتصرف والتحكم في أموالها ومستحقاتها، أو ما تمتلكه من أصول عقارية وتجارية.
ورويدًا، رويدًا، تبدأ تعاملات الزوجة المالية مع هذه الجهات تقل تدريجيًا في مقابل تعاملاته مع هذه الجهات في ما يخصها، حتى تصبح له السيطرة الكاملة على الدخل والصرف الخاص بحسابها، مع حفاظه على إعطائها مصروفًا محددًا، والذي غالبًا ما يقل تدريجيًا تحت ادعاء أن الأعباء الحياتية للأسرة تزيد، حتى تصل الزوجة لمرحلة طلب المال – الذي هو أصلًا مالها الخاص – وربما يقابل هذا الطلب بالرفض!
لذا وبعد هذا العرض المهم ، ما أراه أن تستوثقي جيدًا من أخلاق خطيبك وطريقة تفكيره يا عزيزتي، واتزانه النفسي، ورجولته، وفهمه لمعنى القوامة، والحياة الزوجية، والشراكة الزوجية، حتى لا تقبلي على قرارك المصيري بالزواج وأنت مشوشة، وخائفة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها