في زماننا هذا، يتصور البعض أنه حين يقال عنه: إن الناس تتقي شره، أي أنه (بطل) ويهابه الناس، والحقيقة عكس ذلك تمامًا، لأن من يتقيه الناس جراء فحشه أو سوء أدبه، فإن منزلته يوم القيامة ستكون في أصعب منزلة وموقف.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : « إن من شر الناس منـزلة عند الله يوم القيامة من - ودعه الناس - أو تركه الناس اتقاء فحشه – أو شره -».. أوتدري لماذا؟.. لأن من تخلق بأخلاق الفحش والسوء، سار على نهج إبليس اللعين والعياذ بالله، لأنه أبى واستكبر مع الله عز وجل، فكانت النتيجة أن طرده الله من رحمته، قال تعالى: «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ* قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ » (الحجر: 32، 33).
من هم أسوأ الناس؟
أسوأ الناس، وما أكثرهم هذه الأيام للأسف، هم من حذر منهم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله سلم : « ألا أخبركم بخياركم »، قالوا :بلى قال « الذين إذا رأوا ذكر الله»، قال عليه الصلاة والسلام: « أفلا أخبركم بشراركم »، قالوا: بلى قال: « المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون البرآء العنت».. لذا ف‘ن الأصل في العلاقات بين الناس هي التراحم وليس التعادي أو التعدي أو الخلاف، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: « لا تنزع الرحمة إلا من شقي».. وهو تحذير لكل الناس أن يكون الجميع ذو رحمة وسعة، وليس يغلب عليه العنف وسوء الأدب مع الناس.
اقرأ أيضا:
كيف تخلق في نفسك الرغبة في النجاح؟ نماذج محمدية تدلك على التفوقلكن كيف التوبة من سوء الأدب؟
وهنا يكون السؤال، كيف تكون التوبة من سوء الأدب؟، يكون بكثرة الاستغفار إلى الله تعالى، ثم الاعتذار إلى من أخطأت في حقه، وأن تكون النية صادقة لعدم العودة مطلقًا إلى هذا الأمر مهما كانت الأمور، وأن يسعى لاكتساب حسن الخلق، فإن حسن الخلق يمكن أن يكتسب، دل على هذا الحديث الذي رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه»، كما على المسلم أن يطلب من الله عز وجل أن يحسن خلقه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت».