ربما تشعر بغرابة بعض الشيء، حينما تكون مريضا وتجد أحد زوارك يفاجئك بوضع يده على مكان الألم، والدعاء وقراءة آيات من القرآن، وتتساءل: " لماذا يفعل ذلك وهل يظن نفسه رجلا مبروكا أو ساحرا حتى يضع يده على محل ألمك لتشعر بشيء من الراحة؟ وهل هذا من السنة؟.
ولكن الأكثر غرابة حينما تجد الألم الشديد قد خفت وطأته مع هذا السلوك السحري، فقد أكد على مر السنين ملايين البشر، أثر هذه السنة على صاحبها، ولعل كاتب هذا المقال قد فوجئ به أيضا، حيث كان يظن أن قراءة القرآن والدعاء للمريض هو من باب طلب الزائر ربه أن يشفي مريضه، ولكنه لم يظن أن هذه السنة سيكون لها أثرها الفوري مع شدة الألم الذي شعر به وقت مرضه.
شعور لا يوصف
لا يشعر بالألم إلا صاحبه، ولا يعرف قدره إلا هو، ويعتبر الشعور بالألم من أكثر الأمور المزعجة التي قد تشعر بها على مدار اليوم، فنحن جميعاً قد مر علينا ذلك الوقت الذي جعلنا نبحث في كل الأماكن والوصفات الطبية التي تجعلنا نتخلص من ذلك الألم.
وقد منّ علينا الله سبحانه وتعالى، بالقرآن الكريم الذي قد بيّن لنا في بعض الآيات كيفية التصرف عند الإحساس بالألم، فبالتأكيد قد سمعت من قبل عن الرقية الشرعية ، التي قد يلجأ إليها الكثير من الناس من أجل الشفاء .
وقد يتدخل ذلك بشكل كبير في شفاء الناس، حيث يؤمن بها الكثير، وهي تتوقف على مدى إيمانك بها، وثقتك في الله الشافي حينما تطلب منه الدعاء بإلحاح، وتثق في شفائه، فهذه السنة تساعد كثيراً في العلاج الدوائي، أو إذا فشل العلاج الدوائي في المعالجة، فيكون الملجأ والملاذ الأخير في الشفاء.
اظهار أخبار متعلقة
هل وضع اليد مكان الألم سنة؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسانٌ مسحه بيمينه، ثم قال، أذهب البأس رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا، فلما مرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثقل أخذتُ بيده لأصنع نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي، ثم قال: اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى.
جاء في حديث بصحيح مسلم، أنه إذا أحس أحدهم بمرض لا بد له أن يضع يده على مكان الألم ويقول: بسم الله ثلاثًا، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات، وقد يعتبر ذلك أيضاً من الدعوات الجامعة الطيبة المختصرة.
لابد له وأن يضع المريض يده اليمنى على محل الألم مع قول بسم الله ثلاثَا ثم يقول: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر، سبع مرات ويقول كل ذلك مع الاستمرار في وضع يده في مكان الألم.
أدعية للشفاء
من أفضل الدعاء للمريض أو للنفس: " أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا".
وقد يعتبر ذلك من أهم الأدعية وأجمعها.
باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك كما رقى جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم، بهذه الرقية الشرعية الأخيرة.
اللهم اشفه وعافه، اللهم اشفه وعافه، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
ويعتبر القرآن الكريم هو سبب في الخير والعافية والبركة أيضاً، وبمجرد تلاوته سوف يحدث الشفاء والعافية، وتفريج الكروب، ويمكن علاج المريض من خلال قراءة الفاتحة، والمعوذتين.
وفي صحيح البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث الرقية، حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه إذا أتى المريض فدعا له قال: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وكانت تلك الدعوة لا يدعو بها داعٍ إلا واستجاب له، وهو دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا وفي الآخرة.
اقرأ أيضا:
4 كلمات يرفعك الله بها "مكانًا عليًا"حكم القراءة على الماء
ولا حرج إطلاقا في القراءة على الماء ، فهي قد تساعد كثيراً في الشفاء من عدد من الأمراض، وتخفف الألم بشكل كبير. ويمكن أيضاً القراءة على المريض بشكلاً عام من خلال وضع اليد في مكان الألم، أو تكون على رأس المصاب، أو من خلال القراءة بين الكفين وينفث فيهما ثم يمسح بهما بدنه أو بدن المصاب.
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى، قال صالح ـ ابن الإمام أحمد بن حنبل ـ: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك ونقل عبد الله بن الإمام أحمد أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه، ويصب على نفسه منه.
وقال الشيخ عبدالله بن جبرين، رحمه الله تعالى، وثبت عن السلف القراءة في الماء ونحوه، ثم شربه أو أغتسل به مما يخفف عنه الألم أو يزيله، لأن كلام الله تعالى فيه شفاء كما في قوله تعالى: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )
وخير ما يستشفى به هو كتاب الله عز وجل، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة المعوذتين والفاتحة على المريض، وإن كان القرآن كله شفاء كما قال الله عز وجل: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ [الإسراء:82].
وورد عن أبي داود عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ.