مرحبًا بك يا عزيزتي..
الوفاة حدث صادم، خاصة لو كان الفقيد عزيز، قريب، كما حدث معك، وبعده لابد من المرور بمراحل ما بعد الصدمة من غضب وانكار واكتئاب ثم تسليم، وقد يرى الشخص المتوفى له في أحلامه، بل وربما يشعرأنه يسمع صوته أثناء اليقظة، أو يرى طيفه إلخ، وهذا كله عادي وطبيعي، وحله التعبير عن الحزن، وزيارة قبر المتوفى، والتصدق عنه، ورؤية أشياؤه، وحاجياته، والعيش مع ذكرياته، حتى يتم التأقلم، والتسليم والرضى التام بما حدث من فقد، ويعود الشخص لممارسة حياته العادية.
أما ما حدث معك، فقد تجاوز ما سبق من أمور اعتيادية وطبيعية، إذ أصبحت سجينة الحدث الصادم، ووجب الخروج بطريقة علاجية على يد متخصص نفسي.
6 سنوات من السجن في حادث وفاة ابنك، فترة زمنية طويلة جدًا من حبس الذات في الماضي، وألمه، ووجعه، وهذا كله يتسبب في تشوهها، وتعطلها، لذا لابد أن تبادري لتعيش حياتك الطبيعية والحقيقية بدلًا من العيش في ذات مشوهة ومزيفة، بدون أن تدري ولا تقصدي.
لاشك أن خطوتك هذه مهمة ولكنها لا يمكن أن تتم بدون إرادة وشجاعة منك قوية لتغيير ما بنفسك يا عزيزتي من أجل نفسك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.