من تتبع صلاة المسلمين هذه الأيام، ربما يتصور أن أغلبنا -إلا من رحم ربي- يحتاج إلى أن يعود لكي يصلي مجددًا، إذ يبدو أنه ويكأنه لم يصلِ، فقد اختزلها وتعجلها، وطرقها طرقًا، وكأنه به سرعة أو كأنه على عجلة من أمره.
فقد ثبت في الصحيحين عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، «أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه فرد عليه السلام ، ثم قال له : ارجع فصل فإنك لم تصل . فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام , وقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات ، فقال في الثالثة : والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني . فقال صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، وافعل ذلك في صلاتك كلها».
سرقة الصلاة
للأسف يصل الأمر حد أن كثيرًا منا وكأنه يسرق الصلاة، وهو ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته. قالوا يا رسول الله :وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها»، كما روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده»، وما ذلك إلا لأن الصلاة عمود الإسلام، والإخلال بشيء منها يخل بالدين كله، فكيف لمن لم يقم أركانها وواجباتها على الصفة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من أحياها فقد فقد برأ من الشرك الظاهر والباطن .. داوم علي قراءتهاما عقل منها
عزيزي المسلم، يا من تتعجل الصلاة، اعلم جيدًا أنك لن يكتب لك من صلاتك إلا ما عقلت منها وفقط، فاحرص على أن تعقلها كلها، فالأمر يستحق، ولا يحتاج منك سوى بضع دقائق لا غير، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل لينصرف ، وما كتب له إلا عُشر صلاته ، تسعها ، ثمنها، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها »، ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقر الرجل صلاته كنقرة الغراب ، وافتراش السبع ، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير.