أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 17 يناير 2024 - 11:31 ص


يفرح بعض الرجال بالفتاوى التي تبيح لهم الزواج على زوجته والتعدد لأي سبب من الأسباب، بغض النظر عن مدى أهلية هذا الزواج وأسبابه، وبالرغم من أن زوجته قد تملك من الرصيد ما يكفي لبرها وعدم الغدر بها، حتى وإن كان الشرع قد أباح للرجل مثنى وثلاث ورباع من النساء.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف يكون الوفاء مع الزوجة التي صبرت وشكرت وكانت مع زوجها في السراء والضراء وتعيش معه الحياة بحولها ومرها، ولم يكن هناك مثالا في ذلك غير وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع أمنا خديجة رضي الله عنها.

وخلال الأيام الماضية، عبر الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بفتوى منسوبة لدار الإفتاء المصرية بإباحة زواج الرجل من امرأة ثانية حال انعدمت رغبته في الأولى، ومع إباحة الزواج في كل الأحوال، إلا أن الشرع الإسلامي حض المؤمنين على العدل مع الزوجة والوفاء بها، وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: " ولا تنسوا الفضل بينكم".

الحر من حفظ الود


وقد أمر الله عز وجل بهذه الآية حتى بعد الطلاق بين الزوجين، بأن يتذكر كل فرد من الزوجين الفضل بينهما وكيف كانت عشرتهم الطيبة، ولو حتى فبكلمة ألقاها أحد الأطراف للأخر، أو ابتسامة الزوجة في وجه زوجها ولو لمرة واحدة.

وقال الإمام الشافعي: "الحر من حفظ وداد لحظة" .. لكن وللأسف كثير من بيوتنا عندما يحل الفراق بعد الوفاق تجد أعراض تٌنتهك، وأسرار تٌعلن، ومستور يُكشف، وتهم باطلة تُقذف، وفي ثورة الغضب والانتقام يختلط الحابل بالنابل ويلتبس الحق بباطل، وكأن الزوجان ما عاشا يوما معا .. يسرا وعسرا، صحة ومرضا، فرحا وحزنا، جمعهما هدف واحد، وقضية واحدة، وعشا واحدا، بل وفراشا واحدا.

كل هذا أضحى بين عشية وضحاها سرابا، فلا الزوج يذكر لزوجه حسنة، ولا الزوجة تذكر لزوجها معروفا. حتى رباط الطفولة البريئة بات أوهن من خيط العنكبوت، وشعرة معاوية كانت أبعد عن تفكيرهم! ولحظات الود غيبتها نزواتهم، فلا دينا أقاموه، ولا خلقا رفيعا تمثلوه.

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

الزواج علاقة مقدسة


والزواج في الإسلام من أقدس العلاقات الإنسانية، ولمكانته السامية وجه الله العلي القدير الزوجين إلى احترام رفعته وسمو قدره حتى في أصعب لحظات الفراق بالطلاق، فكانت الوصية الإلهية بعدم نسيان الفضل مسبوقة بالوصية بالعفو وأنه أقرب للتقوى، وختم الآية بصفتين جليلتين للمولى جل شأنه، صفة العلم والبصر، للترغيب في عدم إهمال الفضل، والتعريض بأن في العفو مرضاة الله تعالى، فهو يرى ذلك منا فيجازي عليه.

وقال تعالى: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:237]

فمن أمثلة الترغيب في الأخذ بالأحسن وأفضليته مع جواز الأخذ بالحسن، قوله تعالى في نصف الصداق اللازم للزوجة بالطلاق قبل الدخول: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ}، ولا شك أن أخذ كل واحد من الزوجين النصف حسن، لأن الله شرعه في كتابه في قوله: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ}، مع أنه رغب كل واحد منهما، أن يعفو للآخر عن نصفه، وبين أن ذلك أقرب للتقوى وذلك في قوله بعده: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} أى المودة والإِحسان، فأصل الفضل: فعل ما ليس بواجب من البر.

روي أن جبير بن مطعم تزوج وطلق قبل الدخول، فأكمل الصداق، وقال: أنا أحق بالعفو.

وقوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} يدل على زيادة الترغيب في العفو بما فيه من التفضل الدنيوي، وفي الطباع السليمة حب الفضل. فأمروا في هاته الآية بأن يتعاهدوا الفضل، ولا ينسوه؛ لأن نسيانه يباعد بينهم وبينه، فيضمحل منهم، ويوشك أن يحتاج إلى عفو غيره عنه في واقعة أخرى، ففي تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب، وذلك سبيل واضحة إلى الاتحاد والمؤاخاة والانتفاع بهذا الوصف عند حلول التجربة.

فينبغي أن تكون المفاهمة بين الزوجين بعد الفرقة في جميع الأمور سواء في خصوص الرضاع أو غيره مبناها على المعروف والتسامح والإحسان، وفاءً لحق العشرة السابقة {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.

فالفضل أعلى درجات المعاملة، لذلك يقول السعدي -رحمه الله- في تفسيره: "الإنسان لا ينبغي أن يهمل نفسه من الإحسان والمعروف, وينسى الفضل الذي هو أعلى درجات المعاملة؛ لأن معاملة الناس فيما بينهم على درجتين: إما عدل وإنصاف واجب, وهو: أخذ الواجب, وإعطاء الواجب. وإما فضل وإحسان, وهو إعطاء ما ليس بواجب والتسامح في الحقوق, والغض مما في النفس، فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة, ولو في بعض الأوقات, وخصوصا لمن بينك وبينه معاملة, أو مخالطة, فإن الله مجاز المحسنين بالفضل والكرم".

وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: "ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة - ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين - لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خُلتها - أي أهل صداقتها – منها" [البخاري]

وفي حديث للحاكم والبيهقي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استقبل عجوزا بحفاوة وترحيب، فلما خرجت سألته فقال: (يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة، وإنَّ حُسنَ العَهدِ من الإيمان).



الكلمات المفتاحية

تعدد الزوجات الوفاء مع الزوجة دار الإفتاء المصرية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يفرح بعض الرجال بالفتاوى التي تبيح لهم الزواج على زوجته والتعدد لأي سبب من الأسباب، بغض النظر عن مدى أهلية هذا الزواج وأسبابه، وبالرغم من أن زوجته قد